الأخبار
أخر الأخبار

*عندما يتحوّل المسرح إلى ساحة للوطن: من “سوق الدبّة” تُكتب الحكاية* ليلى ذيادة

*عندما يتحوّل المسرح إلى ساحة للوطن: من “سوق الدبّة” تُكتب الحكاية*
__________________
✍🏻 *ليلى زيادة*
“” “” “” “” “” “” “” “”
في صباحٍ ماطر لا يشبه سواه، امتزجت قطرات المطر بندى الفخر، وكأن السماء ذاتها أرادت أن تهمس للسودانيين: “الوطن لا يُقدّر بثمن.”

كان ذلك صباح الأحد، 24 أغسطس، حين تحوّل سوق “الدبّة” من فضاء تجاري إلى خشبة مسرح نابضة بالحياة والانتماء، ضمن فعاليات مبادرة “مسرح على الهواء” التي أطلقتها إدارة الثقافة بالمحلية الدبّة، وبرعاية كريمة من المدير التنفيذي لمحلية الدبّة، الأستاذ محمد صابر كشكش.

*الفن حين يلبس ثوب الوطن*

في ذلك اليوم، لم نكن مجرد مسرحيين نؤدي عرضًا، بل كنا أبناء وطن نحمل رسائله ونروي تاريخه، بأجسادنا وأصواتنا، أمام جمهور لم يكتفِ بالمشاهدة، بل شاركنا اللحظة.
لم تكن جدران السوق وحدها شاهدة، بل حتى الأرض والمطر والقلوب.

كان العرض جزءًا من حملة الترويج لـ “النفرة الكبرى لدعم المجهود الحربي”، المقررة في صباح الإثنين 25 أغسطس، لكن ما حدث تجاوز التوقعات.

*جمهور يتحوّل إلى أبطال*

لم يكن المشهد عاديًا؛ التفاعل الشعبي كان بطوليًا بامتياز.

طفل صغير يبيع الليمون، لم يتجاوز العاشرة من عمره، اقترب مرتين ليتبرّع بكل ما جمعه.

شاب آخر، يعمل في بيع الرصيد الهاتفي، أفرغ محفظته في صمت وابتسامة.

رجل لا يملك سوى كيس بصل قدّمه بكل فخر، وامرأة تحمل ملامح سودانية حرّة أنهكها التعب، بادرت بما استطاعت من مال وجهد.

وغيرهم كثيرون تبرّعوا عبر تطبيق “بنكك” وهم يهتفون: “جيش واحد.. شعب واحد.”

كانت التبرعات بسيطة في قيمتها المادية، لكنها عظيمة في دلالتها، تحمل رسالة واحدة:
*الانتماء لا يُقاس بالحسابات البنكية، بل بصدق القلوب.*

المسرح حين يتحوّل إلى ساحة وطنية

ذلك العرض المسرحي لم يكن مجرد أداء ترفيهي أو فني، بل مشهدًا حيًّا لروح السودان.
في عيون الناس، في هتافاتهم، في الدموع والابتسامات، رأينا الوطن الذي نحلم به؛ وطنًا يتجاوز التحديات، ويلتف حول رايته في كل محنة.
كان المسرح نافذة للوعي، وجسرًا بين الثقافة والعمل الوطني، وتجسيدًا حيًّا لدور الفن في خدمة قضايا الأمة.

*الشكر لمن آمن بأن الفن رسالة*

هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا دعم ورؤية المدير التنفيذي لمحلية الدبّة، الذي آمن بأن الفن قادر على أن يكون منبرًا للوعي والانتماء، فله كل التحية والتقدير.

كما لا يفوتنا أن نشكر شركاء النجاح من لجنة الأمن، والمقاومة الشعبية، والإداريين، وفريق الثقافة والمسرح.

*تحية لفرسان المسرح*

التحية لزملائي الذين شاركوني هذا الشرف، وكانوا جزءًا من هذه التجربة الوطنية الفريدة:

الأستاذ أحمد البكري

الأستاذ عبدالحي كرار

الأستاذ جودة سليمان

الأستاذ علي بلل

الأستاذة هويدا عوض

الأستاذة زينب عمر

وشخصي المتواضع😍✋🏻

وفي التغطية الإعلامية، الشكر🤝 موصول للأستاذة فاطمة علي، التي نقلت الصورة بكل أمانة واحتراف.

ختامًا…

ما حدث في سوق “الدبّة” لم يكن عرضًا عابرًا، بل لحظة تاريخية تُروى، ودرسًا في الوطنية يُدرّس.
هو مشهد صغير من مشاهد شعب لا تنكسر إرادته، ولا تذبل عزيمته.
حتى حين تمطر السماء… يبقى الوطن هو الأغنية الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى