رياضة
أخر الأخبار

*صقور الجديان يثبتون حضورهم رغم التحديات* صدام عبد اللطيف

*صقور الجديان يثبتون حضورهم رغم التحديات*

صدام عبد اللطيف

__________________
▪️في وقت تعصف فيه الحروب بالوطن وتثقل كاهل الناس يخرج المنتخب السوداني ليمنح الشعب لحظة فرح نادرة ويعيد إليه شعلة الأمل. ها هم أبناء كوش يخطّون فصلا جديدا في كتاب التاريخ ويتركون أثرهم في سماء القارة وهم يحلقون بجناحين من عزيمة وإصرار لا يعرفون الانكسار ولا يستسلمون للهزيمة. المنتخب السوداني يعبر إلى نصف نهائي بطولة الشان بعد مواجهة بطولية أمام منتخب الجزائر الشقيق انتهت بتعادل مثير في الزمن الرسمي والإضافي وحسمت بركلات الترجيح التي تصدى فيها الأسد محمد النور أبوجا ببراعة لركلتين ليكتب بيده صفحة ناصعة من تاريخ الكرة السودانية.
▪️صقور الجديان قدموا درسا في الثبات، وأكدوا أن الماضي المجيد ما زال حيا في أرواحهم وأن المستقبل الواعد يفتح ذراعيه لهم.
أبناء المدرب الغاني كواسي أبياه زرعوا الفرح في موسم الأمطار وها هو الحصاد يقترب مع نصف النهائي أمام مدغشقر حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحلم.
▪️وكعادته تألق حلواني الكرة السودانية عبد الرؤوف يعقوب في وسط الميدان كأنه المايسترو الذي يعزف ألحان الانتصار. لاعب يمتلك رؤية ثاقبة ولمسة لا تخطئ وقدرة على صناعة الفارق في أي لحظة تمريراته تفتح المساحات وحضوره يضبط إيقاع الفريق بأكمله. روفا الآن في تقديري أفضل لاعب سوداني فهو يجمع بين الموهبة والخبرة والذكاء الكروي ويمنح المنتخب شخصية إضافية تجعل حضوره مختلفا ومهابا.
ما يقدمه في بطولة الشان لا يليق إلا بالكبار حتى أصبح محط أنظار العالم وصوته مسموعا في التحليلات الأفريقية والعربية.
▪️ولا بد كذلك من الإشادة بحارسنا أبوجا الذي كان سورا من فولاذ وسدا من حديد. تألقه في ركلات الترجيح منح السودان بطاقة العبور ليصبح رجل المباراة بلا منازع وصاحب القدح الأعلى في هذا الإنجاز الذي أشعل قلوب الملايين فرحا وفخرا.
▪️وعلى الضفة الأخرى يطل موسى كانتي بموهبته المتدفقة لاعب شاب يحمل في قدميه بشريات الغد، ويملك إمكانيات تؤهله ليكون من نجوم الكرة العالمية. المستقبل أمامه مفتوح، وما قدمه في البطولة ليس سوى بداية الحكاية.
▪️مباراة المنتخب كشفت أيضًا عن بروز المهاجم الصاعد محمد تية أسد، لاعب يتمتع بقدرات فنية عالية في الاستلام والمراوغة والتسديد، وقد ينقصه بعض التركيز في اللمسة الأخيرة، لكنه يمتلك أدوات النضج ليصبح سلاحا هجوميا مرعبا في السنوات المقبلة.
▪️ولا ننسى في خضم هذا الفرح والإشادة بالفريق أن نقدم التحية والتقدير لكل اللاعبين فنجاح المنتخب لم يأت من لاعب واحد فقط، شكراً للاعبين جميعاً على جهودهم وللطاقم الفني والإداري والطبي ولجميع الأجهزة الإعلامية وكل من ساهم في دعم المنتخب الوطني ورفع اسم السودان عاليا. هذا الانتصار ثمرة عمل جماعي وروح واحدة، تجعل الفخر يمتد لكل من ساهم في هذا الإنجاز
▪️ولعل واحدة من أبرز إيجابيات المنتخب السوداني كانت قدرته على اللعب تحت الضغط وتحويل الظلم التحكيمي إلى وقود إضافي للعزيمة. كلنا رأينا كيف تغاضى الحكم عن ركلة جزاء واضحة أمام السنغال رغم العودة لتقنية الفار، وكيف احتسب الحكم هدفا للجزائر من لمسة يد واضحة ومع ذلك لم ينحن أبناء السودان فهم يعرفون أن اللعب في أفريقيا عبارة عن امتحان للشجاعة والصبر.
▪️والتحية الكبيرة للمدرب الغاني كواسي أبياه. الرجل الذي صنع منتخبا يهابه العالم ومنحه شخصية وهيبة على أرض الملعب وفرض أسلوب لعب واضح ومميز. بخبرته وقيادته صقل اللاعبين وحوّلهم إلى نجوم قادرين على المنافسة وإثبات أنفسهم في كل مباراة، ليصبح المنتخب نموذجا للانضباط والاحترافية والإبداع.
▪️وإذا كانت النتيجة قد منحتنا الفرح فإن طريقة الاحتفال الجديدة للاعبي المنتخب بمحاكاة صقور الجديان كانت لوحة تؤكد هويتنا الوطنية ورمزية سيادتنا. فالتحية لصاحب فكرة هذا الاحتفال الأنيق الذي يحمل رسالة بأن السودان حاضر بين الأمم بأبنائه وشبابه وبصقوره التي تعانق السماء.
▪️وأخيرا حسناً فعل رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهو يقدم التهنئة للمنتخب الوطني فاهتمامه الشخصي بالمنتخب وحرصه على تقديم الدعم المعنوي والمادي يعكس وعيا حقيقيا بأهمية الرياضة الوطنية في رفع معنويات الشعب وتعزيز مكانة السودان على الساحة القارية والدولية.
هذا النوع من الدعم يمنح اللاعبين شعورا بالأمان ويرسخ لديهم روح الانتماء والالتزام ويؤكد أن نجاحهم واجب وطني قبل أن يكون رياضيا
التحية والتهنئة لهؤلاء الأبطال والفرح لكل بيت سوداني، والموعد القادم بإذن الله جولة أخرى من الفخر. نحن من خلفهم قلوبا ودعوات نؤمن أن السودان يمضي في درب البطولات ويرفع راياته عالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى