*قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسودان…. (مؤسسة السودان نموذجاً sudan Foundition) والتحول من التعليم إلى ريادة الأعمال* *بقلم دكتور محمد عوض متولي*

*قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسودان…. (مؤسسة السودان نموذجاً sudan Foundition) والتحول من التعليم إلى ريادة الأعمال*
*بقلم دكتور محمد عوض متولي*
*الخبير الاقتصادي المشارك بالمركز الأفريقي لدراسات السلام والتحول والحوكمة*
___________________
*تعريف وتحليل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان*
تعريف القطاع
قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Information and Communications Technology – ICT) في السودان هو مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والخدمات التي تتضمن إنتاج وتوزيع وتوظيف الأجهزة والبرمجيات والخدمات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. يشمل هذا القطاع مجموعة واسعة من الأنشطة مثل
الاتصالات السلكية واللاسلكية: شركات الاتصالات التي تقدم خدمات الهاتف الثابت والمحمول والإنترنت.
البرمجيات والتطبيقات: تطوير وتصميم البرامج والتطبيقات للشركات والأفراد.
البنية التحتية الرقمية: تشييد وإدارة مراكز البيانات والشبكات.
الخدمات الرقمية: التجارة الإلكترونية، والدفع الإلكتروني (Fintech)، والخدمات الحكومية الرقمية (الحكومة الإلكترونية).
التعليم والتدريب التقني المؤسسات التعليمية والتدريبية التي تؤهل الكوادر البشرية في مجالات التكنولوجيا.
تحديات وفرص
يمر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان بظروف استثنائية، مما يجعل تحليله يتطلب نظرة شاملة للتحديات القائمة والفرص الكامنة.
أولاً: التحديات الرئيسية
البنية التحتية الهشة:
نقص التغطية تعاني العديد من المناطق، خاصة الريفية، من ضعف أو انعدام تغطية شبكات الاتصالات والإنترنت.
*انقطاع الكهرباء الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة غير المستقرة (الكهرباء) يؤثر بشكل مباشر على استمرارية وجودة الخدمات.
أمن المعلومات ضعف البنية التحتية الحيوية للبيانات يجعلها عرضة للتهديدات السيبرانية، كما أشار “المركز السوداني لأمن المعلومات”.
الظروف الاقتصادية والسياسية
الصراعات المستمرة تؤثر النزاعات بشكل مباشر على القطاع، حيث تتضرر أبراج الاتصالات ومراكز البيانات، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمات بشكل متكرر.
التضخم ونقص التمويل صعوبة الحصول على تمويل محلي أو دولي للمشروعات الناشئة، وتراجع القوة الشرائية، يؤثران سلبًا على نمو الشركات.
الضرائب والرسوم ارتفاع الضرائب المفروضة على شركات القطاع يجعله أقل جاذبية للاستثمار.
العوامل البشرية والتعليمية
هجرة الكفاءات: يواجه القطاع نزيفًا حادًا للكفاءات والخبرات الفنية، التي تهاجر بحثًا عن بيئة عمل مستقرة وفرص أفضل.
الفجوة بين التعليم وسوق العمل: المناهج التعليمية التقليدية في الجامعات لا تواكب التطورات السريعة في التكنولوجيا، مما ينتج عنه خريجون بمهارات لا تتناسب مع متطلبات السوق.
البيئة التشريعية والتنظيمية:
غياب الأطر القانونية لا تزال هناك حاجة لتحديث القوانين والتشريعات المتعلقة بالتحول الرقمي، وحماية البيانات، وريادة الأعمال.
ثانياً الفرص المتاحة ونقاط القوة
النمو الديموغرافي والشباب يمتلك السودان شريحة واسعة من الشباب الشغوف بالتكنولوجيا، مما يمثل قاعدة مهمة للابتكار.
*التحول نحو الخدمات المالية الرقمية انتشار خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول والتطبيقات المالية يمثل فرصة هائلة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية (Fintech).
الطلب على الحلول المحلية هناك حاجة ملحة لحلول تكنولوجية محلية الصنع لمواجهة التحديات الخاصة بالسودان، مثل حلول التعليم عن بعد والرعاية الصحية الرقمية.
الإمكانات الإقليمية: موقع السودان الجغرافي يمكن أن يجعله نقطة وصل هامة لشبكات الكابلات الدولية، و مركزاً إقليميًا للخدمات الرقمية في حال استقرار الأوضاع.
التعاون الدولي يمكن للتعاون مع الدول والمنظمات الدولية أن يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار ونقل الخبرات.
تحليل لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان والتحول من التعليم إلى ريادة الأعمال
قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان التحديات والفرص
يمر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان بمرحلة حرجة تتشابك فيها التحديات مع الفرص. رغم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، يمتلك هذا القطاع إمكانيات هائلة للنمو والتطور.
التحديات الرئيسية
البنية التحتية:ضعف البنية التحتية للاتصالات والكهرباء، خاصة في المناطق الريفية، يعيق انتشار خدمات الإنترنت عالية السرعة.
*التمويل صعوبة الحصول على التمويل اللازم للمشروعات الناشئة (الشركات الناشئة)، إضافة إلى نقص الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال.
البيئة التشريعية غياب الأطر القانونية والتشريعية التي تدعم الابتكار وريادة الأعمال، وحماية الملكية الفكرية.
هجرة الكفاءات يواجه القطاع نزيفًا مستمراً للكفاءات والخبرات الفنية، التي تهاجر بحثًا عن فرص أفضل في الخارج.
التعليم التقليدي المناهج التعليمية التقليدية في الجامعات لا تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة في قطاع التكنولوجيا.
الفرص المتاحة
الشباب المتعلم يمتلك السودان نسبة عالية من الشباب المتعلم والشغوف بالتكنولوجيا، مما يمثل رصيدًا بشريًا مهمًا.
التحول الرقمي هناك حاجة ماسة للتحول الرقمي في القطاعات الحكومية والخاصة، مما يخلق طلبًا على الحلول التكنولوجية.
الخدمات المالية انتشار خدمات الدفع الإلكتروني والخدمات المصرفية عبر الهاتف يفتح آفاقًا واسعة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية (Fintech).
التعليم عن بعد الحاجة المتزايدة للتعليم عن بعد والتدريب المهني توفر فرصة كبيرة لتطوير منصات تعليمية محلية.
مؤسسة السودان (Sudan Foundation) نموذجًا للتحول من التعليم إلى ريادة الأعمال.
مؤسسة السودان (Sudan Foundation) هي منظمة سودانية وبيت خبرة وطني غير ربحي تعمل في المجال التنموي متخذة من المجتمع والقطاع الخاص منصةً للإنطلاق عبر عدة محاور تحقيقاً للتنمية الإقتصادية والإجتماعية وإستخدام التكنولوجيا الحديثة لزيادة كفاءة الإنتاج وتخفيفاً لحدة الفقر، وتوليداً للفرص لتوظيف الشباب وإعدادهم لقيادة سودان المستقبل.
أطلقت مؤسسة السودان (Sudan Foundation) عبر دائرة المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات مبادرة رائد لحاضنات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات كبرنامج غير ربحي وغير مسبوق وصُمم علي أحدث طراز وفقاً للمعايير العالمية في هذا المجال ويستثمر برنامج رائد في العقول البشرية لإيماننا بالمقولة
(“A mind is like a parachute; it doesn’t work if it is not open”) .
مشروع رائد لحاضنات تكنلوجيا المعلومات والإتصالات بمؤسسة السودان (Sudan Foundation) يدعم ويشجع الشباب على ريادة الأعمال .
من أهدافه تقوية المكون المعرفى للإقتصاد المحلى السودانى ، وكذلك المكونات البيئية لريادة الأعمال وتبنى مفهوم التنمية بمجال تكنلوجيا المعلومات والإتصالات والذى يوفر كثير من امكانيات والتطبيقات الصناعية التى سيكون لها تأثير قوى على الإنتاجية والنمو الإقتصادى. وبذلك تكون نموذج(MODEL) يحتذى به.
ويهدف مشروع رائد إلى المساهمة فى تشجيع الشباب لبدء أعمالهم التجارية بالإضافة إلى خلق جيل جديد من رواد الأعمال فى تكنلوجيا المعلومات والإتصالات القادرين على توظيف معرفتهم العلمية في إنشاء مشروعات وتحفيز الابتكار والإبداع بين الطلاب والخريجين. و توفير الدعم الفني والمادي وتنمية القدرات بطريقة مبتكرة واحتضان الأفكار ذات المردود الاقتصادي وتحويلها إلى شركات ناشئة لها منفعة اقتصادية وإجتماعية.
تهدف مبادرة رائد إلي إحتضان وتبني مجموعات ذات صفة إعتبارية من الخريجين والشباب الذين يمتلكون أفكارا مميزة ومبدعة ومبتكرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وتصلح لتكون منتجات وتقدم حلول علي المستوي المحلي والاقليمي وذلك بتوفير بيئة متكاملة تقدم الخدمات المناسبة التي تساعد هؤلاء الشباب علي إكتشاف وإزالة العقبات والتركيز علي تحقيق النجاح المطلوب .
الأهداف العامة لمشروع رائد
دعم الإبتكار والتميز .
نشر ثقافة الإبتكار وريادة الأعمال بين الشباب والخريجين .
صقل رواد الأعمال من الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالمهارات اللازمة للتَميُز والمنافسة .
مساعدة رواد الأعمال لتحويل أفكارهم المميزة والمبتكرة إلي أعمال وتوليد فرص عمل جديدة.
تتمثل الرؤية العامة لمشروع رائد في
تمكين رواد الأعمال في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد للمشاركة في جعل السودان مركزاً هاماً في الإقتصاد العالمي.
ارتكزت رسالة مشروع رائد
على تركيز وبذل المجهود وذلك بمساعدة رواد الأعمال الشباب لتحويل أفكارهم المميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات إلي منتجات قيمة مع الإلتزام بدعمهم وإحتضانهم بتقديم الدعم الفني الذي يمكنهم من تقديم الحلول وتأسيس أعمالهم الخاصة في المستقبل
في ظل هذه التحديات، تبرز مبادرات مثل مؤسسة السودان (Sudan Foundation) كنموذج رائد للتحول من التعليم الأكاديمي التقليدي إلى ريادة الأعمال القائمة على الابتكار.
أما نهج المؤسسة تمركز في سد الفجوة في
التعليم التقني الموجه لسوق العمل: تركز المؤسسة على تقديم برامج تدريبية متخصصة في مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وهي مهارات مطلوبة بشدة في السوق العالمي والمحلي.
بناء مجتمع ريادي لا يقتصر دورها على التدريب، بل تسعى لخلق بيئة داعمة للرواد من خلال توفير مساحات للعمل المشترك (coworking spaces)، وفعاليات التشبيك، ومسابقات الابتكار.
دعم الشركات الناشئة: تقدم المؤسسة الدعم الفني والاستشاري للفرق التي لديها أفكار لمشروعات واعدة، وتساعدهم في تحويلها إلى شركات ناشئة قابلة للتطبيق.
الربط بالتمويل تعمل المؤسسة كجسر بين الرواد والمستثمرين، سواء محليًا أو دوليًا، للمساعدة في تأمين التمويل اللازم لتنمية مشروعاتهم.
الأثر الإيجابي للتحول يتمثل في
خلق فرص عمل بدلاً من انتظار الوظيفة، يصبح الخريج قادرًا على خلق فرصته الخاصة وتوظيف الآخرين.
تنمية الاقتصاد تساهم الشركات الناشئة في تنويع الاقتصاد السوداني وتوفير حلول مبتكرة للمشكلات المحلية.
وقف هجرة الكفاءات عند توفر البيئة الداعمة للابتكار والفرص المحلية، تقل الحاجة إلى الهجرة.
بناء مستقبل رقمي هذا التحول يضع حجر الأساس لمستقبل رقمي مستدام في السودان، يعتمد على الابتكار المحلي.
قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان يواجه تحديات هائلة، لكن وجود مبادرات ريادية مثل مؤسسة السودان (Sudan Foundation) بدوائرها المختلفة يفتح الباب أمام تحول جذري. هذا التحول يعتمد على الانتقال من التعليم النظري إلى بناء منظومة متكاملة تدعم ريادة الأعمال. يمكن أن تلعب هذه المبادرات دورًا حيويًا في توجيه طاقات الشباب نحو الابتكار وخلق قيمة اقتصادية حقيقية، مما يمهد الطريق لمستقبل أفضل للقطاع في السودان.
قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السودان يمتلك إمكانات هائلة للنمو والتأثير الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع. ولكي تتحقق هذه الإمكانات، يجب العمل على تجاوز التحديات الرئيسية، خاصة المتعلقة بالاستقرار السياسي والأمني، وتطوير البنية التحتية. في ظل هذه التحديات، تظهر أهمية المبادرات المحلية التي تسعى إلى سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وتنمية ريادة الأعمال، لتكون قاطرة للتحول الرقمي في البلاد.