مقالات الرأي
أخر الأخبار

الرباعية.. بيانات على جثث السودانيين منبر_الكلمة جلال الجاك أدول

الرباعية.. بيانات على جثث السودانيين

منبر_الكلمة

جلال الجاك أدول

أحيانًا يخيل لي أن بيانات الرباعية تُكتب بالحبر الأحمر، من دماء الخرطوم ودارفور وكردفان. فكلما اشتدت المأساة، وارتفعت صرخات المدنيين، يطل علينا بيان جديد. نسخة طبق الأصل من ساقتها دعوة إلى هدنة، وحوار، ومفاوضات شاملة. وكأنهم يريدوننا أن نصفق لبيانات لا تُطفئ نارًا ولا توقف طلقة.

البيان الأخير لم يخرج عن هذه القاعدة. الخطاب ذاته، اللغة ذاتها، واللافت أن التوقيت لم يعد يثير الدهشة. فكلما تقدم الجيش خطوة على الأرض، وحقق انتصارًا يقرّب ساعة الحسم، يخرج علينا بيان عاجل من الرباعية يطالب بوقف القتال! صورة متكررة دماء السودانيين تُراق، الجيش يتقدم، والرباعية تسارع لطلب الهدنة. هل هي مصادفة؟ أم أن ثمة من يريد حماية المليشيا من الانهيار الكامل؟

الأخطر أن البيان يساوي بين الدولة والمليشيا، بين الضحية والجلاد. هذه اللغة ليست حيادًا كما يُظن، بل استفزاز صريح للشارع السوداني الذي يعرف تمامًا من بدأ الحرب ومن يطيل أمدها. الحقيقة التي لا تحتاج إلى كثير جدل أن المشكلة ليست في غياب الهدنة، بل في وجود مليشيا مسلحة خارجة عن القانون، تسعى لفرض أمرها بالرصاص.

لا استقرار مع سلاح موازٍ. لا مستقبل مع عصابة مدججة تقايض حياة الناس بكرسي السلطة. ولهذا يرفض السودانيون هذه البيانات لأنها ببساطة لا تمثلهم. فالحل ليس في توازنات الخارج، بل في حسم الداخل، عبر قرار واضح يقتلع جذور الأزمة من أساسها.

من حق الشعب السوداني أن يسأل لمصلحة من تُكتب هذه البيانات؟ ولماذا تصر الرباعية على إطالة أمد الحرب، بدلًا من دعم مسار جاد يُعيد للدولة هيبتها وللمواطن أمنه؟

الخلاصة واضحة فليحتفظوا ببياناتهم في أدراجهم الوثيرة، جنبًا إلى جنب مع أوراق المؤتمرات الفارغة. أما نحن، فلا نحتاج إلى بيانات دولية مزخرفة، بل إلى قرار وطني حاسم يطوي صفحة المليشيا إلى الأبد.

والأدهى أن الشعب السوداني يحفظ البيان قبل أن يقرأه هدنة، حوار، وقف عدائيات. لعبة مملة نهايتها واحدة، وحلها كلمة واحدة يعرفها الجميع الحسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى