
صديقنا فى مصر يصرخ ، فاسمعوا….
حسام الدين محجوب على
ان يصرخ حبيبنا الاخ الصعيدى ، الرفيق و صديق السودان و السودانيين ، فى مصر و يطالب الحكومة المصرية بوضع حد لمن يستصرخون المنظمات الدولية ضد الحكومة المصرية و ممارساتها ضد المواطنين السودانيين فى مصر ، هى صرخة يجب الإنصات لها و التفكير ملياً فيها ، خصوصاً و ان مصر تنوى إقامة مؤتمر جامع للسودانين قريباً للتفاهم فى كيفية حل الإشكال السودانى فلا يمكن ان يلتئم مؤتمر فى ظل احتقان شعبى بين مواطنى البلدين.
لطالما نادينا الحكومة السودانية بالإمساك بملف السودانيين و شئونهم فى مصر و ان تولى الحكومة المصرية وضع السودانيين فى مصر نظرة خاصة دون غيرهم لاسباب معروفة لمصر و الآخرين .
لمصر علاقة خاصة مع السودان طالما تم تأكيدها مراراً و تكراراً من قبل الجميع فى مصر و السودان ، حتى و ان لم يتم تأكيدها من قبل الحكومتين سيؤكدها الشعبين ببيوتهم و اهلهم و أبنائهم و امهاتهم و آبائهم و مصالحهم التى لا تقاس بالكم و لكنها تقاس بالكيف و الما و المن .
لذا فمن واجب الحكومة المصرية العمل جاهدة دون غيرها لإعادة الأمور إلى طبيعتها فى السودان .
مصر لا يمكن ان تكون كغيرها من الدول التى بالتأكيد متأمرة بتوصيف الحرب بأنها بين طرفين او جنرالين يقتتلان على السلطة .
الجيش الذى حارب مع الجيش المصرى لا يمكن ان يكون مماثلاً لمليشيا ارهابية مرتزقة تحاربه بدعم خارجى اقليمى و خليجى و مرتزقة من كل اطراف القارة و العالم .
مليشيا أكد رئيس مصر فى مؤتمر شامل رفضه ثقافة المليشيات و الذين حاربهم جيش مصر فى سيناء و غيرها ، فلا يمكن و من سابع المستحيلات ان تكون مصر طرفاً فى الحرب ضد السودان او الجيش السودانى و لكن عدم توصيف المليشيا كمليشيا و ارهابية دعماً للجيش السودانى و الشعب السودانى لا وجود لمبرر له .
الدعم السريع ليس كالاحزاب السودانية او الحركات المسلحة لتقف منها مصر موقف حياد ، بل هى مليشيا دمرت السودان كله و شردت شعبه حتى ضايق و اغضب شقيقه فى الوادى الذى لم يستطع ان يتحمله و يتحمل صدمته و بشاعة ما حدث لهم و ادى لأن يأتى بعضهم بتصرفات شاذة عن الشعب السودانى السمح المهذب الذى تعرفون لقرون و ليس ألأن من عدة شهور .
إذا ارادت مصر النجاح للمؤتمر قبل انطلاقه ، عليها ان ؛
/ تعترف بالحكومة السودانية رسمياً ، قولاً ، حتى و إن كانت تعترف بهم فعلاً ، فالقول فى هذه الحالة مطلوب لارسال رسالة مصر للآخرين .
/ تصنف الدعم السريع كمليشيا ارهابية مرتزقة تحارب الدولة و ارهابها عابر للقارة . لا يمكن لمصر ان تكون من المنتفعين من الدعم السريع و لا يعقل ان تكون ممن يؤمنون بامكانية نجاحهم فى احتلال البلد و هزيمة الشعب السودانى و لا يمكن ان توافق مصر الآخرين فى فرية عودة الاخوان المسلمين للحكم حال انتصار الجيش و لا يعقل ان تسعى مصر لاضعاف و دمار الجيش السودانى بمنطق تواجد اخوان مسلمين فى صفوفه . فذلك امر مفروغ منه و غير قابل للتفكير السوى فيه .
/ تطالب الدول الداعمة للمليشيا الارهابية بايقاف الدعم و العمل على انهاء إمدادهم بالسلاح و المرتزقة .
/ مساندة الحكومة السودانية دولياً و تقويتها فى بحثها عن السلاح و الدعم الدولى للشعب السودانى دون المنظمات ذات الاجندة .
اما بالنسبة للمواطنين السودانيين و وضعهم فى مصر فيمكن ان يكون هناك حلان ؛
الاول / ان تطبق مصر الحريات الأربع و تطالب السودانيين بالالتزام بالقانون و فتح حسابات فى البنوك و ايداع أموالهم و ذهبهم فى البنوك و العمل على دعم الاقتصاد المصرى كأى مصرى من مسؤوليته دعم الوطن الذى يقيم فيه مؤقتاً و يجب ان يدعمه و يقيم فيه استثمارات و يعمل من ضمن القانون و تسهيل إقامتهم لتوعيتهم بوضعهم كسودانيين فى مصر و ليس كسودانيين فى اى مكان آخر يتعاملون فيه بوسائل دفاع يسعون من ورائها لتقوية الذات نفسياً لمن خرج من حرب سعياً للفوز بحياته فيها .
الثانى / ان تبتعد مصر الدولة و الشعب عن الوضع السودانى بأن تطالب الامم المتحدة و منظماتها القيام بمسؤوليتهم تجاه الوجود السودانى المؤقت فى مصر و ذلك بأن ؛
/ يسجلوا كل السودانيين فى مصر كلاجئين يجب إسكانهم و القيام بكل التزاماتهم الحياتية و من ضمنها الاقامة القانونية حسب المتطلبات و النظم المصرية دون مرور المواطن السودانى بمؤسسات الهجرة المصرية بل تتولى الأمم المتحدة ذلك بما فيها الرسوم المستحقة لمصالح الهجرة المصرية .
/ مطالبة الامم المتحدة بإعادة توزيعهم فى دول اخرى فى اقرب وقت ممكن . بالطبع يمكن للأمم المتحدة التفكير فى وضع مخيم للاجئين فى الحدود بين البلدين و لكن نفسياً سيكون ذاك المخيم ، الحدود الأبدية بين البلدين و مستقبلاً سيرى الشعب السودانى حائطه بارتفاع سور الصين العظيم فى علاقته بجاره فى الوادى و ذلك ما يجب تجنبه.
نخشى ما نخشاه ان تكون هذه الفترة و هى فترة كل مخرجاتها مؤقتة و لكن اثرها على علاقات البلدين و بين شعبيهما ستبقى ما بقى البلدان ، السلبى فيها لن ينسى و سيكون هو مقياس التعامل بين الشعبين مستقبلاً و الإيجابى فيها سيؤسس لواديٍ سعت حكومات فى البلدين على مر السنوات ان تبنيه و عجزت عن ذلك بينما سيكون ذلك من ضمن ايجابيات الحرب القليلة و لكنها عظيمة .
ما يحدث الان يؤثر كثيراً على الجارى من احداث بما فيها المؤتمر القادم و الذى سينجح قبل إنطلاقه إذا تمت معالجة الإشكال الذى يحدث الان و يسبب مشاحنات بين الشعبين فى مصر الان لا أساس حقيقى لها .
ندائى لسفيري السودان و مصر ان يجعلا أوليتهم هذا الإشكال الحقيقى و العمل جادان لحله و تلافى استمرارية تعمقه و التوعية بسلبياته ، خصوصاً و ان لكليهما أذن صاغية فى قيادة البلدين.
صديقنا نادى بالتدخل متألماً …. فاسمعوه و اسمعونا.