
د. كامل إدريس يضع النقاط على الحروف
بقلم إدريس هشابه
وضع د. كامل إدريس النقاط فوق الحروف في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. جاء الخطاب مُتجاوزًا التوقعات، حاملاً في طياته التحديات التي يتمناها كل سوداني غيور على وطنه وعزته وكرامته. بهذا الخطاب، أبرز د. كامل إدريس عزيمة السودان وإصراره على تجاوز المحن وتحقيق تطلعات شعبه.
كل فقرة من فقرات الخطاب حملت رسالة واضحة المعالم، كان أبرزها التوصيف الدقيق للأعمال الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع المتمردة. ومن الأمثلة الحية على ذلك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، وتجويع المدنيين، وارتكاب الفظائع بحقهم. جاء الخطاب ليضع هذه الأعمال في دائرة الضوء، مؤكدًا على ضرورة التصدي لها وحماية المدنيين.
رئيس الوزراء وضع النقاط على الحروف، حيث قدم الحقائق الواضحة أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وزعماء العالم حول جرائم المليشيا التي لا تخفى على أحد. حتى لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة أقرت بتورط المليشيا في أعمال ضد الإنسانية، مع وجود أدلة على توريد السلاح لها من دول متورطة. ومن وجهة نظري، فإن حديث د. كامل إدريس عن قدرة السودانيين على دحر المليشيا وتشكيل مستقبلهم نحو الحكم المدني يعكس رؤية وطنية واضحة، بعيدًا عن الوصايا الخارجية التي تحاول الرباعية فرضها، خاصة وأن القرارات الصادرة عنها تخدم مصالح دويلة تسعى لإبقاء المليشيا في المشهد العسكري حتى تعيد حلفائها السياسيين ويتسنى لها السيطرة على السودان ونهب ثرواته.
الرسائل التي تضمنها خطاب رئيس مجلس الوزراء لقادة العالم كانت ذات دلالة مهمة، تزامنت مع الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى قوات المشتركة في كردفان. حيث نجحت في تحرير مناطق مثل أم صميمة وأم سيالة، وهي الآن في طريقها نحو الخوي والنهود، حيث يوشك التطهير أن يكتمل. بعد ذلك، ستكون أرض دارفور خالية من وجود المليشيا الإرهابية، وستنتهي أسطورة مليشيا آل دقلو وأحلام المستعمرين.