الصحة

مدير فرع التأمين الصحي بولاية سنار، الدكتور أحمد علي الحسين : لهذه الأسباب لم يتوقف عمل الفرع طيلة فترة الحرب ( ١/٢)

مدير فرع التأمين الصحي بولاية سنار، الدكتور أحمد علي الحسين : لهذه الأسباب لم يتوقف عمل الفرع طيلة فترة الحرب ( ١/٢)
حوار :
رغم وابل الرصاص، وتحليق الطائرات المسيّرة، واعتداءات المليشيات المتمردة على ولاية سنار، كان لافتًا استمرار عمل فرع الصندوق القومي للتأمين الصحي بالولاية طوال فترة الحرب. كيف تمكّن التأمين الصحي من مواصلة تقديم الخدمات للمواطنين في ظل هذا الظرف العصيب؟ أسئلة عدة أجاب عنها مدير فرع الصندوق، الدكتور أحمد علي الحسين، في هذا الحوار:

كيف استطعتم الاستمرار في تقديم الخدمات وسط زخّات الرصاص وهجوم المليشيات على الولاية؟
بالفعل، كانت فترة بالغة الصعوبة، لكنها كشفت عن معادن أهل الولاية. بداية، أوجّه تحية تقدير واحترام لكل الكوادر العاملة في التأمين الصحي بمحليتي سنار وشرق سنار. رغم الأجواء الملبدة بالخوف وتحليق الطائرات المسيّرة، ومع انعدام مقومات الحياة الأساسية حتى الخبز، وُجدنا نحن في قلب المعركة. كانت سنار تحت حصار شبه تام، لكننا كنا واثقين من انتصار قواتنا المسلحة، خاصة في محور جبل موية، رغم انتشار وباء الكوليرا.

ما حقيقة الأوضاع داخل مراكز التأمين الصحي آنذاك؟
رغم الظروف الأمنية والإنسانية القاسية، واصل التأمين الصحي فتح مراكزه داخل مدينة سنار. للأمانة والتاريخ، كان الناس يقطعون المسافات سيرًا على الأقدام أو بواسطة الدواب للوصول إلى مراكز التأمين. الأطباء والاختصاصيون، ومعهم كوادر التأمين الصحي، عملوا متطوعين، وتحملوا مسؤولياتهم رغم كل المخاطر.

هل فُرضت أية رسوم مقابل الخدمة؟
أبدًا، لم نفرض أي رسوم. توجيهات المدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي كانت واضحة وصارمة: تقديم الخدمات مجانًا. التأمين الصحي كان المؤسسة الحكومية الوحيدة التي واصلت تقديم خدماتها مجانًا، سواء للمؤمن عليهم أو لغيرهم.

ما أكثر الأمراض التي واجهتم خلال الحرب؟
واجهنا انتشارًا واسعًا للإسهالات والحميات. كان تسجيل المرضى يبدأ في الخامسة صباحًا، ويُغلق عند السادسة عند بلوغ العدد ما بين 500 إلى 600 مريض يوميًا. كما ذكرت، كان كثير من المرضى يأتون سيرًا على الأقدام.

كيف تعاملتم مع انعدام الكهرباء؟
الكهرباء كانت شبه منعدمة، لكن الزملاء في المعامل الطبية أبدعوا في إيجاد حلول مبتكرة؛ مثل شحن هواتفهم المحمولة واستخدام ضوء الفلاش لإنجاز الفحوصات. كما لعب المجتمع المحلي دورًا كبيرًا، حيث ساهم التجار في دعم الكوادر الصحية من خلال توفير وجبة الإفطار.

ما الحل الذي اعتمدتموه في مركز ساتي بمدينة سنار لمشكلة انعدام الكهرباء؟
في مركز ساتي، كانت الحاجة ماسة للطاقة الشمسية التي لم تكن متوفرة. لجأنا إلى استخدام أجهزة طاقة شمسية موجودة في المسجد المجاور، حيث منحونا غرفة داخل المسجد تم تحويلها إلى معمل مؤقت. كانت العينات تُؤخذ من المرضى وتُفحص في تلك الغرفة. كذلك، ساهم مخبز القوات المسلحة – وهو الوحيد الذي كان يعمل آنذاك – في توفير الخبز للعاملين.

من هي الفئات الأكثر ترددًا على مراكز التأمين أثناء الحرب؟
أصحاب الأمراض المزمنة كانوا من أكثر الفئات حضورًا. أود أن أؤكد مجددًا على توجيهات المدير العام بضرورة استمرار تقديم الخدمات مجانًا، وقد تم تشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة بولاية الجزيرة، وضمت مدراء فروع كسلا، القضارف، سنار، والجزيرة.

ما أبرز أهداف هذه اللجنة؟
اللجنة كانت تهدف لتقديم خدمات منتظمة ومجانية للنازحين من ولايتي سنار والجزيرة، إلى جانب توفير المستهلكات الطبية. كما أجرينا تسوية مع بعض شركات المستهلكات التي كانت لها ديون متراكمة.

ما موقف الأدوية في ذلك الوقت؟
قمنا بتسيير قافلة طبية، كما ساعدتنا منظمة الصحة العالمية بشكل كبير في توفير الأدوية. ما ميّز المرحلة هو روح الفريق، والتفاني، والانسجام، ونكران الذات. كان الجميع يعملون بروح وطنية خالصة، والتطبيب النفسي كان حاضرًا بقوة. ويكفينا فخرًا إشادة المواطنين بخدمات التأمين الصحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى