الصحف
أخر الأخبار

العيدالعالمي للمعلم وظلم معلمينا… بقلم الأستاذ الهادي السيد عثمان

العيدالعالمي للمعلم وظلم معلمينا… أ الهادي السيد عثمان

يحتفل العالم كل عام بيوم عيد عالمي للمعلم ولكن هل من روح يحتفل بها معلم بلادنا بما قام ويقوم به نحو. وطنه الحبيب وهو يعيش الظلم كله فمعلم العالم عدا معلم وطننا الذي هو جزء منه مكرم بقدره مقدر بمكانته مرفوعا رأسه… مبجل… ومفضل … ومعزز في العالم كله سواء كان مواصلا لعمله او متقاعدا بسن معاشه..عدا هذا الذي تحركه الرياح اينما هبت بضعف جسده وقلة حيلته هو ومن يعولهم. ولم يكن ظلمه الا ممن علمهم فتبؤوا المناصب بجهده وعلمه وتربيته لهم ونسوا انه هو سببهم وهم عماد وطنهم واسس واساس نهضته وتقدمه فهو يدخل فصله منكسرا خاطره …مهزوما بهموم تحيط به واحزان تؤلمه على من تركهم بداره وهم في فاقة وشظف لا يضاهى ..فكيف لحال متلق منه علما وهو بهذه حال ؟يقف بها امامه مشتت ذهنه ..شارد عقله .. معذب ضميره… ( ان الظلم ظلمات يوم القيامة) قول معلمنا الاول صلوات الله وسلامه عليه… فاذا احتفل العالم اليوم بيوم للمعلم وفرح معلموه بتقديرهم. له… بكى معلم وطننا وتنهد كالطفل الما وحزنا على ظلم صاحب حياته .طيلة سنواته وعشش في قلبه ووسط بيته بل على رؤوس ابنائه وزوجته ومن يعولهم من كبار سن اشرفو على تربيته وتعليمه ليكون لهم سندا حين تعجزهم الحياة بنوائبها فكيف له وهو يتقاضى ما دون المئتي الفا. وهو بالدرجة الاولى وقد نالها من بعد صراع بحياته اجتاز به كل درجات الترقي؟. وكذلك من بلغ منهم سن معاشه وهو بدرجته الاولى يتقاضى كذلك ثلاثة وستين الفا وحينما بشرهم السيد الوزير باهتمامه بالمعاشين تقديرا لجهدهم لاجل وطنهم الذي بنوه ولتعليمهم لكل موظفيه على مدى تاريخه. طاروا فرحا واستبشروا الخير كله. بقراره الذي امتلأت به صفحات الصحف. الالكترونية ليتحول قراره لصدمة. لهم. حتى. احسوا بالسخرية لمكانتهم لهم عندما كان قدر ما اعطاه ستة آلاف للشهر كله ليصبح راتبهم تسعة وستين الفا لا تطعم جائعا ولا تعالج مريضا.بملاريا !؟فكيف للمعلم سواء. كان عاملا او متقاعدا بان يعيش نفسه او يعالج مرضها. وهو مريض لا محالة مادام هذا حاله وهذا راتبه الذي لا يوفر. له معيشة اسبوع واحد له وحده ناهيك عمن حوله ؟!! إن معلم وطننا لم يجد على مدي مرور الحكومات المتعاقبه عليه منذ استقلاله. اذنا صاغيه. تسمع لشكواه. او تبكي لحاله فتحقق له ولو امنية واحدة بها يحيا سعيدا وهي معيشته. ومعيشة من يعولهم. حتى يحتفل فرحا مع معلم العالم فقد عاش حياة الفقراء ومعاناة المساكين حتى استهون الناس امره. فوقف امام التاجر والجزار. وصاحب الخضار وكل من له سلعة هو يحتاجها. فصدوه بحرج لا يستحقه ولكن بحججهم حينما تأخر خلاص ما عليه من ديون سابقه عجز عن ادائها لهم فعاد مكسورا خاطره مهزوما داخله ولكنه يرتدي مع ذلك ما عنده من ملبس بال فيلبسه ويسارع. لاداء عمله. وهو قد ادى ما عليه من واجب رغم نقصان ماعليه لمعيشة نفسه واسرته فمتى تؤدي حكوماتنا ما عليها من واجب نحوه حتى تنطلق سريرته ويزداد جهده.فيستفيد ابناء وطننا من روح غير مكدرة وبنفس غير منكسرة فيه فان المعلم. ماهو الا كاي بشر يأكل ليحيا. وبشرب ليروى ويتخذ بيتا يأويه ويأوي اهله وكل ذلك بمال. توفره له الدوله. لتحيطه بالرعاية. اللازمه لراحته حتى يؤدي عمله بالوجه الاكمل ليتأهل تلميذه. بما يستحقه من علم متكامل جوانبه فإن كلمات المدح والانحناءة. والاشادة ماعادت له بتأثير يزيل همومه. إن عملية التعليم تحتاج الى عوامل و نواح كثيرة متعدده لنجاحها ومن اهمها المعلم والمنهج والمكان. فهلا وفرنا ذلك وهلا سمونا ولو بواحدة منها ولتكن معلمنا اليوم طالما ان الوضع يحتاج زمنا. فهو الذي بامكانه توفير ما ينقصها بسمو روحه وعلو همته بما نعرفه عنه من إيثار وعطاء رغم ما يعيشه من ضنك لحاله وبدون ذلك تنعكس نفس المتلقين منه الى فشل لا يسوق الى نجاح نرجوه لهم. فالى الى متى؟ الى متى يصحى القائمون على الامر. حتى يحتفل معلمو بلادنا مع العالم بعيد المعلم لا ببعيد معلمنا عن احتفال يستحقونه فتنهض بلادنا ويعلو شأنها فتعلو مع من علا شأنهم من العالم بسبب نجاحهم بمعلميهم وما خرجوهم لبلدانهم من كوادر علت باوطانهم.. فالى متى يكون ذلك؟ اننا نتعشم ونرجو تحقييه كما تحقق نصرنا على اعدائنا ؟؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى