اخبار عالمية

عزم الألمان على مقاطعة تل أبيب يبرز فجوة متصاعدة بين الحكومة والرأي العام

عزم الألمان على مقاطعة تل أبيب يبرز فجوة متصاعدة بين الحكومة والرأي العام

بقلم، مريم سليم –
برلين- أظهر استطلاع رأي حديث أن أغلبية ملحوظة من الناخبين الألمان تؤيد مقاطعة إسرائيل، في وقت لا تزال فيه الحكومة الرسمية تتخذ موقفًا مغايرًا. تعكس النتائج اتساعًا في الفجوة بين توجّه الرأي العام ومواقف صانعي القرار في برلين.
استطلاع صادم:
أجرى معهد “فراين” استطلاعًا للرأي بتكليف من منظمة ” أفاز” لحقوق الإنسان، ونشرتْ نتائجه منصة “شبيغل أونلاين”. بحسب الاستطلاع، يؤيد نحو 63 في المائة من الناخبين الألمان مقترحات المفوضية الأوروبية بشأن مقاطعة إسرائيل، فيما يعارضها نحو 29 في المائة فقط.
وفي تعليقها على النتائج، اعتبرت منظمة “أفاز” أن الحكومة الألمانية تتعرض لعزلة متنامية على المستوى الأوروبي وفي صفوف الرأي العام المحلي، مشيرةً إلى أن استمرار استثمار أموال دافعي الضرائب في شركات إسرائيلية تُستخدم منتجاتها لأغراض عسكرية يتناقض مع رغبة غالبية الناخبين.
ازدياد الدعوات بتعليق التعاون:
إلى جانب الدعوات إلى المقاطعة، طرحت منظمات محلية مقترحات لتقييد أو تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج تمويل الأبحاث “Horizon Europe”. لكن وزير الخارجية الألماني، يوهانس فادوفول، قلّل من شأن هذه الخطوة، معتبراً أنها لن تُحدث تأثيرًا مفصليًا في صنع القرار السياسي أو في العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ومع ذلك، أكّد فادوفول استمرار ألمانيا في تقييد صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، مفضّلاً في الوقت نفسه الحفاظ على قنوات التعاون.
حملة دعائية إسرائيلية واسعة للتأثير في الرأي العام:
كشف تحقيق مشترك أجراه فريق “Eurovision News Spotlight” ومؤسسة “دويتشه فيله” عن حملة إعلامية واسعة لإسرائيل للتأثير في الرأي العام في أوروبا وأمريكا الشمالية. وفق التحقيق، خصصت إسرائيل عبر وكالة إعلان حكومية ما لا يقل عن 42 مليون يورو منذ حزيران/يونيو 2025 لهذه الحملات.
وتندرج هذه الحملة ضمن ما تُسمّيه برامج “هاسبارا” الإسرائيلي، وتركّز على نشر فيديوهات دعائية تهدف إلى التشويه سمعة الأمم المتحدة ومبادرات دولية أخرى. وبالتوازي مع إعلان مبادرة IPC عن وجود مخاطر مجاعة في أجزاء من قطاع غزة، أطلقت تل أبيب في 22 آب/أغسطس 2025 حملة مضادة تضمنت فيديوهات بلغات متعددة عبر حسابات وزارة خارجيتها.
تشير هذه المعطيات إلى تصاعد جهود التأثير الخارجية من جانب إسرائيل لمواجهة النقد الدولي المتعلق بالوضع الإنساني في غزة. في وقت يتعاظم فيه ميل الرأي العام الألماني لصالح المقاطعة، يطرح هذا السؤال: هل ستستجيب حكومة برلين لمطالب ناخبيها، أم أنها ستتمسّك بخطوطها التقليدية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى