مقالات الرأي

اشراقات انتصار جعفر الملكة بلقيس عوض..حزن وأسئ مع توهج الشمس !!

اشراقات
انتصار جعفر
الملكة بلقيس عوض..حزن وأسئ مع توهج الشمس !!

حملت الأنباء خبرا مفاده تدهور الحالة الصحية للفنانة والممثلة القديرة بلقيس عوض صاحبة العطاء الجزيل في عالم التمثيل بكل صروحه الإذاعي والمسرحي والتلفزيوني.. والتي رفدت مكتبة الدراما السودانية بالعديد من الأعمال الفنية الرفيعة.. وقدمت جودة درامية صالحة لوعاء شامل وكبير يحمل مضمون نشر الثقافة وضرورة استنارة المجتمع ومعالجة قضاياها مع بث الوعي المعرفي لحلحلة المشاكل الأسرية والاجتماعية جمعاء.
فهي تنتمي لجيل العطاء السخي جيل الرواد أصحاب الموهبة الأصلية ذات الأداء المقنع بكل حنكة واقتدار منهم محمد خيري أحمد ومكي سنادة وعزيزة درويش والرضية آدم.والعديد من الوجوه الدرامية النيرة السامقة.
ولأنها تتمتع بموهبة فنية فذة قدمت السهل الممتنع في قوالب وشخصيات درامية مختلفة.. فظهر ذلك جليا في رصيدها الفني الضخم الذي حمل أكثر من ( 500) عمل إذاعي أبرزها مسلسلات عن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته وهو من تأليف الطيب السراج. أما على الشاشة البلورية فقد تألقت في أداء أدوارها في مسلسلات (الدهباية) و(سكة خطر) وغيرها من الأعمال التلفزيونية العالقة بذاكرة المشاهد .. فضلا عن بلوغ نجمها قمة التألق في المسرحية الشهيره (هو وهي) التي عرضت على خشبة مسرح امدرمان فذاع صيتها مع مكي سنادة وتحية زروق.
سجلت حضورا أنيقا جميلا وأكثر بهاءا ونضجا في مسيرة الدراما السودانية التي حملت لوائها بكل حب وصدق ومسؤولية .. فاعطتها حب الناس ونالت احترامهم وتقديرهم.
وتمتد سيرتها العطره العامرة بالعطاء الإنساني الجزيل في مجال شرطة الجمارك فقد سجلت اسمها بمداد من ذهب لأنها أول امرأة تشغل منصب ضابط شرطة في شرطة الجمارك عندما التحقت بها في مطلع سبعينات القرن الماضي.
هكذا تضع الملكة بلقيس عوض بصمة دامغة الجمال والروعة في تجربة إنسانية نبيلة وكنموذج فخر لحواء السودان الواعية لدورها الحقيقي في قيادة المجتمع نحو العلو والريادة.
لذلك الآن تسارع الكل لخدمتها والوقوف من خلفها حتى تصل إلى مرحلة الاستشفاء الكامل بدءا بسعادة الفريق عبد الرحمن عبد المجيد والي ولاية الشمالية ومديري إدارت شرطة الجمارك بالولاية .. ومن قبلهم المدير العام لقوات شرطة الجمارك الفريق صلاح أحمد إبراهيم وكل أطياف المجتمع بمختلف تشكيلاته.
الفنانة بلقيس عوض ليست مجرد اسم في سجل الفن السوداني، بل هي رمز من رموز الإبداع والالتزام الإنساني والفني..قدّمت أدوارًا خالدة تركت بصمتها في الوجدان، وأسهمت في بناء الوعي الثقافي والدرامي في السودان.
اليوم، وهي تمر بظروف صحية صعبة ومحنة إنسانية تستحق التعاطف، يصبح الوقوف إلى جانبها واجبا أخلاقيا قبل أن يكون مجرد تعبير عن الإعجاب بفنها.
دعم الفنانة القديرة بلقيس عوض هو دعم لكل فنان قدّم عمره لإسعاد الناس، وهو رسالة وفاء من جمهور يعرف قيمة رموزه.
إشراقة أخيرة
بين عطاء المسرح والأمة
لما قال الفيلسوف ويليام شكسبير مقولته الشهيرة (اعطني مسرحا اعطك أمة) .. كان يدرك جيدا الدور الخطير للمسرح بصفة خاصة في تشكيل وجدان الأمة وتأثيره المباشر لما يشاهده على خشبته..والمسرح واحد من أشكال الفنون المؤثرة جدا في الحياة.. ولكن مليشيا آل دقلو الإرهابية دمرت كل مسارح العطاء الفني وشردت نجومها وأصبحوا في حالة من البؤس والأسى..مما يتطلب من ذوي الاختصاص في الدولة الالتفات والانتباهة إلى هذه الفئة المبدعة الهامة التي افنت عمرها في تقديم الفن الراقي الأصيل.
نصر من الله وفتح قريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى