الزول في عيون السعوديين بقلم – حمد احمد عبدالنبي ٧٥١

الزول في عيون السعوديين
بقلم – حمد احمد عبدالنبي
تقدير كبير وإحترام ومحبة شديدين يكنها الشعب السعودي للسودانيين المقيمين بالمملكة وقد التمست ذلك وعايشته من عدة مواقف ومشاهدات خلال زيارتي الحالية للمملكة العربية السعودية والتي طفت من خلالها على عدد كبير من مناطق ومدن المملكة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا.،
الأحد الثاني عشر من اكتوبر كنت مغادرا من مدينة الزلفي إلى المدينة المنورة وقد اوصلني ابن العم الصديق العزيز نزار حسن الطريفي بسيارته( ناس السودان عربيته )إلى الطريق العام الرياض المدينة المنورة وذلك نسبة لتأخر رحلة النقل الجماعي من الزلفي حتى المساء ولم نقف الا دقائق معدودة حتى مرت عربة بوكس GMC مسرعه يقودها رجل سعودي في عمر يقارب الستين التفت الينا ورفع يده متسألا ولكننا لم نأشر له ثم توقف على بعد مسافة واتى راجعا إلينا وسألنا بلهجة سعوديه ( عسى ما شر ) بالسوداني (ان شاءالله ما عندكم عوجه) وعندما علم بشأننا قال انه واصل حتى منطقة القصيم وعاصمتها مدينة بريده ركبت معه وبادرني ممكن تسمع قلت له نعم فقام بتشغيل محاضرة قيمة من محاضرات الداعية السوداني الراحل محمد سيد حاج ثم محاضرة اخرى ثم قال لي انه يحتفظ بأكثر من 300 محاضرة لمحمد سيد حاج ثم بدأ الرجل الملتحي والذي تبدو على ملامحه الوقار والسكينة ويدعى محمد بدأ يحدثني عن احترامهم وتقديرهم كسعوديين للشعب السوداني بعد ان عرفني بأنه يسكن بالعاصمة الرياض ومازحته ان رجوعه إلينا كان بعد ما علم اننا سودانيين من خلال الزي السوداني الذي ارتديه اجابني بنعم ثم صار يضرب لي القصص والأمثال والمواقف عن الأمانة والصدق والعفة التي يتميز بها السودانيين وعقد مقارنه مع بعض الجنسيات من الدول العربية من المقيمين بالمملكة وشدد ان السودانيين يتفوقون عليهم في مكارم الاخلاق والافعال واكد لي ان السودانيين بالمملكة لايزالون يحتفظون بجميل الخصال والطبائع وأنهم كسعوديين يقدرون ذلك كثيرا وحتى في الطريق لم يترددوا لحظة في التوقف لأي سوداني بخلاف بقية الجنسيات الأخرى والتي يتوقعون منها اي فعل معادي بحسب قوله وقال لي انهم يشعرون بمعاناة الشعب السوداني من الحرب الحاليه وكيف انه تواصل مع سوداني كان يعمل معه اسمه عبدالرحمن من سكان الجزيرة وقال ان انقطاع التواصل لمدة سنتين معه ازعجه كثيرا ولكنه بعد الاتصال اطمئن عليه وعلى ابنائه اللذين ذكرهم لي بالاسم وكان سعيدا بذلك الاتصال واخيرا اوصلني الرجل حتى محطة الحافلات وسط مدينة بريدة وارشدني بكيفية اختيار نوعية العربة التي تقلني الى المدينة المنورة وبدلا عن مطالبته بقيمة الرحلة التي امتدت لساعة كما يفعل بعض أصحاب المركبات الخاصة في السعودية ويطلق عليهم مصطلح (الكدادين) بادرني بسواله (هل تبقى شي ترا نحن اخوان والله العظيم) يعنى يقصد محتاج لقروش ولا حاجه شكرته كثيرا اعربت له عن عظيم امتنانا للسعودية حكوما وشعبا على تقديرهم واحترامهم للسودانيين،،،
وإن كان من وصية للأخوة السودانيين والسودانيات المقيمين بالمملكة العربية السعودية ان يحافظوا على هذه السمعة الطيبة وهذه المكانة الرفيعة وإن يعضوا عليها بالنواجز