
الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..مجددا ملف مياه النيل
بقلم : د.عبدالقادر ابراهيم
اختتم السيد رئيس مجلس السيادة زيارة رسمية ناجحة للقاهرة امس الاربعاء.. مع جلسة مباحثات مع الرئيس السيسي..
وبالطبع ليس غريبا ان تكون القاهرة وجهة سودانية دائمة فهي الاقرب وجدانا ومكانا للخرطوم. وفي ذلك رسائل عرفان لمصر
التي ظلت دائما حريصة على امن السودان و تماسك مؤسساته وغيورة على صون وحدته وسلامة أراضيه.
توقيت الزيارة يشي باهميتها وسط هموم اقليمية ودولية، ففي حين توشك حرب السودان ان تكمل عامها الثالث يبرز للسطح مجددا ملف مياه النيل بعدما مضت اديس ابابا في اكمال سد النهضة جاعلة منه مصدر تهديد وجودي لدولتي المصب.. مــا يستدعي مزيدا من التشاور بين البلدين..
وغير بعيد عن اجواء المباحثات اصداء نجاح الدور المصري في ابرام صفقة سلام بين حماس واسرائيل.. ما يعطي مصر مزيدا من العزم على بلورة مبادرة تنهي معاناة السودان.
واذا كانت الخرطوم ترحب بكل جهد اقليمي او دولي لوقف الحرب واحلال السلام في السودان فان ترحيبها يتضاعف حين تاتي الدعوة من مصر.. وهي التي شاطرت السودان ووقفت الي جواره في اكبر كارثة نزوح في العالم.. بينما العالم في موقف المتفرج او المتواطئ.. ولذلك كانت بياناتها ترحب بكل مبادرة تلبي مخرجات اتفاق جدة في مواقف تحترم رغبة السودان حكومة
وشعبا بان لا يكون للمليشيا المتمردة اي دور في المعادلة السياسية والعسكرية فى البلاد. مواقف مصرية من شأنها ان تصوب خطوات الرباعية وتقطع الطريق على داعمي المليشيا
سرا او علنا..
وما انطبق على التمرد ينطبق على ظهيره السياسي المدني المجرم كوقع الحافر على الحافر.. وقد كان ختام الزيارة قاطعا
عشم الدعامة ومن تبعهم بالاجرام من القحاطة بأن لا حوار مع كل رموز العمالة والخيانة ولا مكان لهم في المشهد السوداني.. الا عبر صناديق الاقتراع بعد فترة انتقال لا مكان فيها الا للتكنوقراط.