أتقدّم بأحرّ التهاني وأصدق عبارات الفخر والاعتزاز إلى طلاب وطالبات ولاية غرب دارفور الذين اجتازوا امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام، رغم ما أحاط بهم من معاناةٍ ومشقةٍ في ظلّ ظروف الحرب والنزوح واللجوء، ومن قلب المعسكرات التي تحوّلت إلى قلاعٍ للأمل والمثابرة.
لقد أثبت أبناؤنا وبناتنا، ومعهم أولياء الأمور والمعلمون، أن الإرادة السودانية حين تتمسك بالأمل تصبح أقوى من ويلات الحرب وأصدق من دسائس اليأس.
إن هذا النجاح ليس مجرد عبورٍ أكاديمي، بل صرخةُ حياةٍ في وجه الدمار، وإعلانٌ بأن العقل السوداني الحرّ لا يُهزم بالرصاص، ولا يخضع لقوانين الفوضى والظلام التي فرضتها مليشيا الدعم السريع على الوطن والمواطنين.
اليوم، يكتب طلاب غرب دارفور على سبورة الخراب والدمار آيات العزيمة والرجاء، ويُسطّرون إرادةً تُبشّر بمستقبلٍ يتجاوز الرصاص والإرهاب والشتات، نحو وطنٍ يستعيد مجده بالوعي والمعرفة والعمل.
نُبارك هذا الإنجاز العظيم لكل من نجح وتفوّق، وخاصةً أبناءنا في معسكرات اللجوء بشرق تشاد الذين حملوا الحلم على أكتافهم وسط لهيب الحرب، كما نخصّ بالتهنئة أولئك الذين خاضوا غمار الامتحانات من مواقع القتال، مقاتلين تحت راية الجيش السوداني والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين.
أما الذين لم تُكتب لهم فرحة النجاح هذا العام، فإننا نراهم بعين المحبة والثقة والإيمان، فهم شركاء في الطريق، وأملنا فيهم كبير بأن الغد سيمنحهم فرصتهم المستحقة، وسيصنعون نجاحهم بإصرارٍ ومثابرة.
تحية تقديرٍ وامتنانٍ كذلك لمبادرة إسناد طلاب الشهادة السودانية بمعسكرات شرق تشاد، وللأسر التي صبرت وربّت ورعت أبناءها وسط القهر والمعاناة بكرامةٍ وإباء.
ختامًا، نجدد وعدنا بأن تعود المدارس سالمةً آمنة بعد تحرير الولاية من دنس التمرد، وأن تتوهج جامعة الجنينة وباقي الكليات من جديد بالعلم والطموح والمعرفة، ليحتضن الوطن أبناءه ويزدهر بالنور والحرية.
الجنرال بحرالدين آدم كرامة
والي ولاية غرب دارفور
