
العلاقات السودانية والمصرية المواقف تكشف ” الصديق وقت الضيق”
الخرطوم : نهلة مسلم
لاشك أن منذ اندلاع الحرب بين الجيش ومليشيا الدعم السريع لاكثر من عامين أظهرت مواقف بعض دول الجوار ودورها حول الصراع الراهن، وبالفعل هناك من بادرت في مساندت الدولة المتمثل في دعمها المعنوي في المحافظة على استقرار وحدة السودان وعدم التدخل في الشأن الداخلي، بينما هناك بعض دول جوار فتحت أبوابها لاستقبال المليشيا لتسهيل عمليات الإمداد والعبور عبر ارضيها لذا يعد من أكبر المشكلات والمخاطر المهددة التي تطلب الحيطة والحذر جيدا خصوصا ان مشكلة الحدود مع دول الجوار تحتاج إلى نظرة ثاقبة وفاحصة في ذات الوقت، لمنع الجرائم العابرة والتهريب ، فضلا عن أعادة النظر في العلاقات مع دول الجوار وتقييمها مما يعتبر أمرا ضروريا خاصة في ظل تدفق ظاهرة الارتزاق لذا ان بعض دول الجوار تشكل بورة خطرة لتنامي الأعمال الإرهابية. التآخي وتكاتف الأشقاء لعل أن موفق جمهورية مصر العربية لعبت دورا قيما في إعلان موقفها الثابت اتجاه القضية السودانية، وأثبت بالفعل انها جديرة بأحترام ثقافة حسن الجوار ودورها الفاعل في أهمية تحقيق الاستقرار في العملية السياسية في السودان، أكد السفير المصري ياسر سرور، مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان وجنوب السودان، ثبات موقف بلاده تجاه الأزمة السودانية، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وأوضح أن استقرار السودان يعد عنصرًا أساسيًا لأمن مصر القومي، وأن أي تصعيد عسكري أو سياسي في الجوار يُعتبر تهديدًا مباشرًا للمصالح المصرية الاستراتيجية.
وأشار سرور إلى أن أمن السودان مرتبط بشكل وثيق بأمن الجوار الإقليمي، لاسيما مصر، ما يجعل إنهاء النزاع أولوية دبلوماسية وأمنية للقاهرة. وأكد أن مصر تعمل عبر قنوات الحوار مع مختلف الأطراف السودانية للتوصل إلى هدنة إنسانية تمهيدًا لعملية سياسية شاملة، تعتمد على حل داخلي سوداني بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
وشدد السفير على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية الشرعية، باعتبارها الضامن الأساسي لوحدة واستقرار البلاد، وأن أي تهديد لوحدة السودان أو سلامة أراضيه مرفوض تمامًا من قبل مصر.
وأضاف سرور أن مصر تدعم القوات المسلحة السودانية منذ اندلاع الحرب ضد قوات الدعم السريع، رغم الضغوط والإغراءات التي مارستها أبوظبي لتغيير موقفها، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار الالتزام بوحدة السودان ورفض أي محاولات لتقسيمه أو زعزعة استقراره الداخلي.
وفي سياق متصل، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الشرعية وعدم السماح ببدائل سياسية أو عسكرية خارج إطار الحكومة السودانية المعترف بها.


