
عبد الكريم ابراهيم يكتب:
الهلال سيد البلد… إرادة لا تُهزم وطموح لا ينكسر
في زمنٍ تتكالب فيه المحن وتشتد الأزمات، يخرج الهلال السوداني من بين الركام ليُسعد شعبًا بأكمله، ويُعيد الأمل إلى الملاعب التي غابت عنها الأهازيج. فوز الهلال الباهر على الشرطة الكيني بثلاثة أهداف مقابل هدف، لم يكن مجرد تأهل إلى دوري أبطال إفريقيا، بل كان إعلانًا صريحًا أن “سيد البلد” لا يُهزم مهما اشتدت الظروف، ولا ينكسر مهما تعاظمت التحديات.
تأهل الهلال إلى دوري أبطال إفريقيا للمرة السابعة تواليًا في إنجاز يُعد إعجازًا في ظل توقف النشاط المحلي بسبب الحرب. وقد سبق له الوصول إلى نهائي البطولة القارية في أكثر من مناسبة، أبرزها أمام الأهلي المصري والوداد المغربي، لكنه لم يوفق في التتويج لأسباب متعددة. ورغم ذلك، ظل الهلال يحافظ على تمثيل السودان في بطولات الكاف، وكان سفيرًا مشرفًا للكرة السودانية، ورفد المنتخب الوطني بعناصر مميزة ساهمت في بلوغ بطولة الأمم الإفريقية المقبلة في المغرب، وبطولة الشان، وكان قد اقترب من حلم التأهل لكأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن.
نُهدي هذا الانتصار إلى مجلس الإدارة برئاسة السيد هشام السوباط ونائبه المهندس محمد إبراهيم العليقي، وللجهاز الفني بقيادة المدرب لورينت ريجيكامب، وللاعبين الأوفياء الذين أثبتوا أن الولاء للشعار الأزرق لا يُقاس بالظروف، بل بالإرادة والعزيمة. كما نُحيي جماهير الهلال الوفية، التي ظلت تساند الفريق من خلف الشاشات والقلوب، رغم البُعد والحرمان.
الهلال لا يعرف المستحيل… لأنه وُلد ليكون في القمة. البطولة ليست حلمًا بعيدًا… بل وعدٌ ننتظره من رجالٍ لا يخذلون. سيد البلد… حين يلعب، ترتجف القارة. من الجوهرة الزرقاء إلى عرش إفريقيا… الطريق محفوف بالعزيمة.
يا هلال المجد يا تاج الزمان
فيك الفخر وفيك عز السودان
لو جار الدهر أو ضاقت بنا السبل
تبقى أنت الأمل في كل ميدان
سيد البلد يا موجة في بحرها
تغرق الخصم وتعلو في سماها
أزرق اللون لكن قلبه من نار
يحرق اليأس ويشعل فينا انتصار
الهلال ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو قصة وطن، ورمز صمود، وعنوان فخر. تأهله الأخير هو بداية جديدة نحو المجد الإفريقي، وحلم طال انتظاره. فلنقف جميعًا خلف “سيد البلد”، نُشجع، نُؤمن، ونُردد: البطولة لنا… مهما طال الطريق.



