
سقوط بابنوسة أخطر من الفاشر
إدريس هشابه
رغم مرارة صدمة سقوط الفاشر الذي شكل صدمة كبيرة للشعب السوداني باعتبارها مدينة كانت تمثل رمزا للصمود والتحدي وهلاك معظم قادة وجنود مليشيا الدعم السريع ومرتزقتهم إلا أن القوات المسلحة والسودانيين تفهموا الظروف والملابسات التي جعلت المدينة تسقط في أيدي المليشيا وكان لنجاة معظم قيادات وجنود القوات المسلحة والمشتركة أثرا معنويا أكد عدم قدرة المليشيا على هزيمة الجيش رغم ماتوفر لها من دعم.
إستهداف المليشيا للمدنيين والتنكيل بهم وقتلهم على أساس عرقي وحادثة تصفية مرضى المستشفى السعودي وحرق الجثث الذي أتبتته معظم التقارير الأممية الإعلامية عرى المليشيا والدويلة الراعية لها وبدد أحلام وطموحات تأسيس التي كانت تظن أن سقوط الفاشر كآخر قلاع للجيش بدارفور سيعبد لها طريق المفاوضات لاعادتهم للمشهد من جديد ويتحقق هدف الحرب التي أشعلوها في الخامس عشر من أبريل عام 1223م.
جرائم المليشيا وانتهاكاتها الواسعة كشفت حقيقة المليشيا وعرت راعيتها أمام العالم وافشلت المخطط كما أن الضربات القوية المركزة والسيادة الجوية للجيش السوداني فاجأت المليشيا واربكت حسابات داعميها وجعلت زمام المبادرة بيد القوات المسلحة.
لكن أي تأخير في تطهير مدينة بارا والدبيبات للتحرك غربا لفك الحصار عن بابنوسة سيجعل سيناريو الفاشر أقرب وإن سقطت بابنوسة لاسمح الله تكون القوات المسلحة قد فقدت الكثير وهنا لا أعني الأرض في حد ذاتها بل اقصد ثقة الشعب في القوات المسلحة لاسترداد المناطق التي تسيطر عليها المليشيا. وبالتالي تكون الحكومة فقدت اهم عامل وهو المد الشعبي والجبهة الداخلية وحينه ستكون مرغمة على القبول بماتمليه الرباعية وحلول الرباعية تعني القبول بالمليشيا في المعادلة العسكرية والسياسة وبالتالي نجاح مخطط الدويلة التآمري ضد الدولة السودانية توطئة لمشروع أكبر وهو تهديد الأمن القومي لمصر التي تقف وحيدة مع السودان وشعبه في هذه المحنة .
ما الذي يجعل المليشيا تدفع بمتحركان من ليبيا حتى بابنوسة ويمنع القوات المسلحة المدعومة بالتغطية الجوية من الوصول إلى بابنوسة وفك الحصار عنها علما أن بابنوسة ليس فيها مواطنين الآن وبالتالي لاخوف على المدنيين وعليه يجب كسح ومسح كل ارتكازات المليشيا واي تحركات مشبوهة بالتنسيق مع قوات الفرقة 22.
يجب تأمين وسيلة تواصل غير الثريا حتى لانلدغ مرة أخرى مثلما حدث بالفاشر.
التحرك لفك حصار بابنوسة يجب أن يكون اليوم قبل الغد مهما كان ثمن التضحيات.ألا هل بلغت اللهم فأشهد..


