
همسه وطنيه
دكتور طارق عشيري
بين ألم الحروب ومرارة النزوح قادرون
مشهد تلك المرأه التي نشرت في احدي القروبات وهي تجلس في المصلاه وتحمل سبحتها تسبح لرب العباد بعيده عن أرضها وسكنها هذا المشهد يعبر كل تفاصيل هذه الحرب نحكي كل يوم عبر الكلمات ماسي نكتبها للتاريخ للأجيال القادمة
الحكاية التي لا يريد السوداني أن يرويها، لكنها تُفرض عليه كل يوم، مع( طلقةٍ جديدة) ، (وحيٍّ يُباد) ، (وأسرةٍ تُقتلع من جذورها) كما تُقتلع الشجرة من ترابها وهي ما تزال خضراء.
بين ألم الحروب الذي ينهش الروح، ومرارة النزوح التي تُطفئ ملامح الحياة، يقف الإنسان السوداني صامدًا رغم الجراح. الحرب لا تكتفي بتمزيق العمران، بل تُقصّف داخلك أشياء لا تُرى حنينك، ذكرياتك، زوايا بيتك، ضحكات أطفالك وهي تتبعثر مع خطوات الهروب.
النزوح ليس انتقالًا من مكانٍ إلى آخر… بل هو انتقال قاسٍ من حياةٍ كاملة إلى مجهولٍ لا ملامح له.
هو لحظة يقف فيها (الأب عاجزًا) ،) والأم تلمّ أطفالها وتخفي خوفها) ، و(الشيخ يحدّق في الطريق كمن يودّع عمرًا بأكمله) .
ومع ذلك، وسط هذا الظلام، يظل السوداني يحمل شيئًا لا يُهزم:
(الإرادة)
إرادة البقاء، إرادة الصمود، وإرادة أن يعود يومًا إلى أرضه مرفوع الرأس مهما طال الليل.
فالحروب تنجب الخراب… لكن السودانيين وحدهم قادرون على إنجاب الأمل.
قادرون علي صنع حياه جديدة لنا (نفصلها علي مقاسنا)
قادرون( علي صنع المستحيل) لاننا( مسلحون بقيم الايمان بالله عز وجل)
قادرون علي صنع فجر جديد وامل جديد وعهد جديد
قادرون علي صنع (وطن يوحدنا تحت رايه واحدة) مايحدث في الدبه لاهلنا من الفاشر قادرون علي صنعه في كل السودان لنؤكد للعالم اننا شعب اخلاق وقيم ومبادئ لاتغيرها حرب او ابتلاء
تلك المشاهد في وسط النازحين هي الصورة التي لايريدها العالم ان يشاهدها لانها تصنع في عقولهم صبر وقوه الإنسانية السودانية بكل صورها الجميلة.
وهكذا، يبقى بين ألم الحروب ومرارة النزوح خيطٌ رفيع يشدّ السوداني نحو الغد، مهما أثقلت الخطى وتعمّقت الجراح. فالحرب قد تقتلع الناس من بيوتهم، لكنها لا تستطيع أن تقتلع منهم إرادة الحياة ولا توقهم للسلام. وما بين جرحٍ ينزف وذكرى تُقاوم النسيان، ينهض السوداني كل يوم ليكتب سطرًا جديدًا في حكاية الصمود. فالغد، مهما بدا بعيدًا، يظل وعدًا ينتظر من يتمسّك به… ووطن بحجم السودان لا يمكن أن يظل حبيس الألم، فهو موعود بالعودة وبنهضة تليق بعظمة أهله وصبرهم. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل


