الأخبار

تصريحات الفريق مفضل.. حين يتخفى الخطر وسط الناس.. بقلم د. إسماعيل الحكيم*

*تصريحات الفريق مفضل.. حين يتخفى الخطر وسط الناس.. بقلم د. إسماعيل الحكيم* _Elhakeem.1973@gmail.com_
تأتي تصريحات مدير جهاز المخابرات العامة في توقيتٍ بالغ الحساسية، لتضع أمام الدولة والمجتمع جملة من الحقائق الأمنية التي لا تحتمل التأجيل أو التغاضي. فالتحذير الصادر عن أعلى سلطة استخبارية في البلاد لا يهدف إلى بثّ القلق، بل إلى ترسيخ اليقظة الوطنية وتعزيز الشراكة بين المواطن والأجهزة المختصة في مواجهة التهديدات الخفية التي تسعى للنيل من الأمن والاستقرار. وفي ظل استمرار التمرد ومحاولاته الالتفافية، يصبح الوعي الشعبي ضرورة وطنية لا تقل أهمية عن جهود الميدان.
جاء تصريح مدير جهاز المخابرات العامة خلال زيارته لولاية الخرطوم بمثابة بيان أمني رفيع المستوى يعكس تقديراً دقيقاً لطبيعة المرحلة، وينبّه ـ بوضوح لا يقبل اللبس ـ إلى استمرار التمرد، وخطر الخلايا النائمة، وما تمثله من تهديد مباشر للأمن الوطني وللمجتمع على حد سواء.
إنّ حديث رئيس الجهاز الاستخباري الأول في البلاد لا يمكن التعامل معه باعتباره تصريحاً آنياً ، بل هو رسالة استراتيجية تعكس معطيات ميدانية مؤكدة ورؤية أمنية معمّقة تستدعي أعلى درجات الانتباه والتفاعل من المواطنين والجهات كافة.
فقد أشار مدير المخابرات إلى أنّ الخلايا النائمة تمثل أحد أخطر أشكال التهديد، إذ تتخفّى داخل المجتمعات المحلية، وتتخذ من مظهر المواطن العادي ستاراً لممارسة أنشطتها، وهي في حقيقتها أدوات مرتبطة بالمليشيا المتمردة ، وتعمل على:
– رصد التحركات والمواقع الحيوية
– تزويد المليشيا بالإحداثيات والمعلومات.
– تسهيل الاستهداف الممنهج للمرافق الخدمية والمؤسسات الحساسة عبر الطائرات المسيّرة أو القصف غير المباشر.
وهذا النوع من التهديد يُعدّ من أكثر أشكال الاختراق خطورة، لأنه يعتمد على الخداع المظهري، ويستند إلى وعي مغلوط وولاء منحرف، بما يجعله امتداداً مباشراً للتمرد داخل النسيج الاجتماعي نفسه.
ويكتسب التحذير الرسمي أهميته من التوقيت، إذ تأتي التصريحات في مرحلة تشهد الحرب كراً وفراً ، مما يدفع المليشيا إلى الاعتماد بصورة أكبر على أساليب الاستهداف غير المباشر ومحاولات زعزعة الأمن الداخلي عبر الاختراق والخلايا النائمة.
وبذلك يتحول التحذير إلى إجراء وقائي مبكر يهدف إلى سد الثغرات، وتعزيز التعاون بين المواطنين والأجهزة المختصة، وإحباط أي محاولات تستهدف الاستقرار أو المؤسسات الخدمية.
وقد أكدت الرسالة الضمنية في حديث مدير المخابرات أنّ الأمن مسؤولية تكاملية، وأنّ وعي المواطن يعد خط الدفاع الأول في مواجهة المخاطر المتخفية.
وعليه، فإن رفع الحس الأمني، والإبلاغ عن أي نشاط مريب، وتوثيق الصلة بالأجهزة النظامية في كل منطقة، تمثل خطوات أساسية في حماية المجتمع وتعزيز قدرته على مواجهة التهديدات.
إنّ تحذير مدير جهاز المخابرات العامة يرقى إلى مستوى الإنذار الوطني الذي يستوجب التفاعل الجاد من جميع المستويات الرسمية والمجتمعية.
فالخطر حين يتخفّى بين الناس يتطلب يقظة جماعية، وتعاوناً وثيقاً، وإدراكاً بأن حماية الدولة واستقرارها هي واجب الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى