مقالات الرأي

كتبت سهير محمد عوض لماذا نفوّض الجيش؟

كتبت سهير محمد عوض
لماذا نفوّض الجيش؟

إن الهجمة التي يتعرض لها السودان اليوم ليست مجرد معركة عسكرية على السطح، بل هي هجمة أعمق تستهدف تغيير التركيبة السكانية لهذا الوطن وتمكين مجموعات غريبة عنه. ولأن أصحاب الحق يقفون دفاعاً عن أرضهم، فقد استُخدم السلاح ضد المواطنين منذ بداية الحرب، وشهدنا التهجير والسرقة والجرائم التي لا يقبلها عقل.
ورغم ذلك، استطاع الشعب أن يستعيد وعيه ووقوفه مع وطنه، فأفشل المخطط الأول. لكن العدو لم يتوقف، فلجأ لخطة بديلة تقوم على الهدن والمبادرات التي تُستخدم كوسيلة لإضعاف مؤسسات الدولة السيادية—الجيش والأمن—وتعيين أشخاص يخدمون أجنداته. وقد رأينا نماذج لذلك في بعض الاتفاقيات التي وُقِّعت عام 2019، مثل “سيداو”، والتي رآها كثيرون تهديداً لقيم الشعب وعاداته وتقاليده.
كما رأينا كيف استغلت المليشيات الهدن السابقة لتعيد تسليح نفسها وبناء قوتها، ثم كانت تتباكى بعد كل عملية تستهدف عتادها وتدّعي أن ما تم قصفه هو إغاثات للمحتاجين، بينما يعلم الجميع أنها أسلحة. فالجيش الوطني لا يستهدف إلا الأهداف العسكرية، لأنه جيش مهني منضبط، وليس مليشيا. ولهذا توحّد الشعب خلفه.
لقد توحد الشعب من أجل ماضيه وحاضره ومستقبله، ومن أجل حماية عقيدته وإرثه وثقافته. توحّد من أجل وطن واحد يسع جميع الشرفاء، وطن لا مكان فيه لعميل ولا لخائن، وطن العزة والكرامة.
فالوحدة والعدالة والمساواة ليست شعارات تلهب المشاعر، بل مبادئ يجب أن تُترجم إلى واقع يعيشه الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى