وقفة اليوم… حين يصبح الحضور موقفًا، والصمت خيانة.. بقلم د. إسماعيل الحكيم

*وقفة اليوم… حين يصبح الحضور موقفًا، والصمت خيانة.. بقلم د. إسماعيل الحكيم..*
Elhakeem.1973@gmail.com
اليوم لا يخرج الشعب السوداني ليشهد، بل ليُشهد العالم كلّه على موقفه. يخرج ليقولها واضحةً مدوّية: نحن هنا.. مع جيشنا، ومع دولتنا، ومع حقنا الكامل في الحياة والهوية والسيادة.
إنها ليست وقفة مؤقتة ، ولا حشدًا شكليًا، بل تفويض شعبي صريح لقواتنا المسلحة الباسلة، التي وقفت وحدها في وجه مليشيا متمردة صُنعت في غرف المؤامرة، وجيء بها محمولة على إرادة دولية آثمة، شاركت فيها – دعمًا أو صمتًا – أكثر من ثماني عشرة دولة، أرادت اقتلاع السودان من جذوره، ومحو اسمه من خرائط التاريخ قبل خرائط الجغرافيا.
اليوم، أن تغبّر الأقدام في سبيل الله والوطن هو واجب الوقت وعبودية الزمان. هو اختبار الرجولة الوطنية، ومقياس الوفاء، وحدٌّ فاصل بين من اصطف مع بلاده، ومن اختار الوقوف في المنطقة الرمادية حيث لا شرف ولا نجاة.
لقد قاتل الجيش السوداني نيابةً عن شعبه، ودفع من دمه وأبنائه، وحمى ما تبقّى من الدولة حين انهارت القوانين وسقطت الأقنعة. لكنه اليوم لا يطلب تصفيقًا، بل ظهيرًا شعبيًا، ولا ينتظر بيانات، بل موقفًا يُرى ويُسمع ويُحسب حسابه.
إن خروج الشعب اليوم، واصطفافه الكامل خلف قواته المسلحة، هو إعلان حرب على المؤامرة، ورسالة لا تقبل التأويل إلى العالم أجمع:
– أن الشعوب إذا نهضت لا تُهزم.
– وأن تحالفات المال والسلاح والإعلام لا تصمد أمام أمة قررت أن تعيش.
– وأن الأرض والعِرض والقيم خطوط حمراء، لا تفاوض عليها ولا مساومة فيها.
وهي رسالة قاطعة لكل من راهن على تمزيق السودان من الداخل، فإن هذه الحرب لم تكسرنا، بل جمعتنا، ولم تُفرّق صفوفنا، بل أعادت ترتيبها، ولم تُضعف انتماءنا، بل عرّته من الزيف وتركته خالصًا للوطن.
اليوم، نقف صفًا واحدًا لا يتقدّم فيه أحد على أحد، مدنيين وعسكريين، داخل الوطن وخارجه، نحمل رسالة واحدة لكل من له قلب أو القى السمع وهو شهيد.. أن الجيش ليس وحده، وأن السودان ليس ساحة مستباحة، وأن النصر ليس أمنية بل قرار شعب.
فلنخرج اليوم بلا تردد،
ولنقف بلا مواربة، وننحدر من كل حدب وصوب
ولنعلنها عاليةً واضحةً:
مع جيشنا… حتى النصر.
مع وطننا… حتى آخر الطريق. ومع وحدتنا… مهما طال الزمن. وبإذن الله تعالى يتحقق ما نريد..



