مقالات الرأي
أخر الأخبار

*إتجاهات.. بابكر بشير* “مزاعم تسليم المدن” الحقيقة على الأرض

*إتجاهات.. بابكر بشير*

“مزاعم تسليم المدن”
الحقيقة على الأرض

ساقت بعض المواقع و المنصات الإلكترونية، في غضون الأيام القليلة الماضية، سردية تسليم مدن “كادقلي، الدلنج” بجنوب كردفان (تسليم مفتاح) أي دون مقاومة من قبل الجيش الحكومي لصالح حركة الحلو و اعوانه “الصرعى” من آل دقلو.
و هي “السردية” التي يفهمها راعي الضأن في الخلاء، على أنها تأتي في سياق تضليل الرأي العام، و خلق حالة من الزعر، و بث الرعب، و رسم صورة زائفة عن مجريات الحرب على الميدان، ناهيك عن المواطن الذي بات المعلومة لديه قبل ان يصبح، في ظل فضاء تكنلوجي مفتوح. السردية هي ذات الأدوات القديمة التي طالما استخدمت في الحروب الحديثة، حيث تصير المعلومة المضللة و الشائعة جزءاً من المعركة.
إن جبال النوبة بإنسانها و جيشها، لم تكن ابداً يوماً أرضاً مستباحة ً او مدن مُسلّمة، بل عُرفت عبر تاريخها الناصع بالبطولات، ساحةٌ للصمود، و الدفاع، و التضحيات، و الإستبسال و الذود عن حياض الوطن.

ما كنا نعلمه من مصادرنا الموثوقة من بيت “الكلاوي” عما يجري على الميدان من تكتيكات عسكرية، من تحركات، و انتشار، و اعادة تمركز، و دعم امدادي و لوجستي، في محاور كردفان، جعلنا ندرك حقيقة الافتراءات و “الرجفة” التي جعلت غرف الذباب الالكتروني لمناصري “تفكيك و تجزئة الدولة السودانية”
و الآن بعد وصول الأهداف إلى مبتغاها “متحرك” الدلنج – كادقلي، مسنودة بالإمدادات، الى نقاطها العسكرية بالمدينتين، هي الخطوة الاستراتيجية التى كانت تخشاها دعاة ما تسمى افتراضاً بدولة التأسيس، لذلك سعت عبر غرفها هذه، على ضرب الروح المعنوية و بث الشك بين المواطن و مؤسساته الوطنية، و لا يدركون ان هذه الحرب قدمت فيها المؤسسة العسكرية، و القوات المساندة لها جنوداً و ضباطاً، اروحاهم رخيصة في سبيل حماية تراب هذا الوطن، و سالت في ذلك دماء و تضحيات جسيمة، من اجل حماية مواطنيه، و شرفهم و كرامتهم، و حقوقهم. فلا يمكن ان تمحوها إشاعات و منشورات عابرة موجهة مكشوفة الأهداف.
الحقيقة ان الإمداد العسكري وصل إلى كادقلي و الدلنج .. إن كردفان بإنسانها و جيشها، لم تكن يوماً أرضاً مستباحة او مدن تُسلّم مفاتيحها للبغُاة، بل ساحة صمود، و منافحة مستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى