ابن سينا تحتفي بتخرج دفعة الأمل وكلية الطب البشري تطوي صفحة الامتحانات وتؤكد الالتزام بإعادة بناء الوطن وإعماره

ابن سينا تحتفي بتخرج دفعة الأمل وكلية الطب البشري تطوي صفحة الامتحانات وتؤكد الالتزام بإعادة بناء الوطن وإعماره
————————————
في مشهد يختلط فيه الفخر بالتحدي أسدلت كلية الطب البشري بجامعة ابن سينا الستار على الامتحانات النهائية للدفعة (20)، الدفعة التي وُصفت بـدفعة الأمل، لتسجل محطة جديدة من الصمود الأكاديمي في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد، ورغم قسوة الحرب وتداعيات النزوح التي ألقت بظلالها على المجتمع والجامعة على حد سواء، مضت الكلية بثبات نحو إنجاز استحقاقها العلمي، مؤكدة أن رسالة التعليم لا تتوقف، وأن إعداد الكوادر الطبية يظل أولوية وطنية في أحلك الظروف.
وفي هذا السياق عبر دكتور النذير محمد النور عميد الشؤون العلمية بجامعة ابن سينا، عن اعتزازه بنجاح هذه المرحلة، مؤكداً أن الدفعة (20) تمثل نموذجاً للإصرار والعطاء، وقال إن الجامعة ترى في خريجيها ركيزة أساسية للمساهمة في إعادة الإعمار والتأهيل وخدمة المجتمع السوداني الصابر، وأضاف أن الجامعة وهي تحتفي بختام الامتحانات، تجدد وقوفها صفا واحدا خلف القوات المسلحة السودانية التي تدافع عن الوطن وأرضه وكرامته، مشيدا بروح التكاتف الوطني التي مكنت العملية التعليمية من الاستمرار رغم التحديات.
وفي ذات المعنى أكد بروفيسور طلال أحمد عوض نائب مدير جامعة ابن سينا، أن إكمال الامتحانات النهائية وتخريج دفعة الطب البشري (20) في هذه الظروف الاستثنائية يعد إنجازاً وطنيا قبل أن يكون أكاديميا، موضحاً أن الجامعة خاضت هذا التحدي وهي مدركة لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها تجاه الوطن والمجتمع، وقال إن الحرب لم تكن يوماً سببا لتعطيل العقول أو إيقاف مسيرة العلم، بل حافزاً لمضاعفة الجهد وبناء الإنسان القادر على تضميد جراح الوطن، مشيراً إلى أن هذه الدفعة تمثل رسالة أمل حقيقية للسودان وتجسد روح الصبر والانضباط والالتزام المهني، ودعا الخريجين إلى التمسك بأخلاقيات المهنة والعمل بروح إنسانية عالية، وجعل خدمة المواطن أولوية قصوى، مؤكداً أن جامعة ابن سينا ستظل حاضنة للعلم ومنارة للعطاء مهما تعاظمت التحديات.
ومن جانبه أكد مدير جامعة ابن سينا البروفيسور الطيب يوسف، أن ختام الامتحانات النهائية لكلية الطب البشري يمثل انتصارا للإرادة العلمية، ورسالة واضحة بأن الجامعات السودانية قادرة على الصمود والاستمرار مهما اشتدت الأزمات، وقال نحن لا نخرج أطباء فحسب، بل نخرج قادة إنسانيين يحملون هم الوطن ويضعون خدمة المواطن في مقدمة أولوياتهم، ودفعة الطب البشري (20) هي عنوان للالتزام والمسؤولية، ونعول عليها كثيرا في دعم النظام الصحي والمشاركة في إعادة بناء السودان، وأضاف أن الجامعة ستواصل دعمها الكامل للطلاب والخريجين، وستعمل على تطوير البيئة التعليمية والتدريبية بما يواكب احتياجات المرحلة المقبلة.
واختتمت الجامعة رسالتها بتمنيات صادقة لخريجيها بمسيرة مهنية موفقة حافلة بالتميز والعطاء، مثمنة في الوقت ذاته الدور الكبير الذي اضطلع به أولياء الأمور، شركاء النجاح الحقيقيون، الذين ظلوا سندا لأبنائهم في مختلف الظروف، مؤكدة أن الاستثمار في التعليم هو الطريق الأقصر نحو مستقبل أكثر استقرارا وأملا.



