
مستقبل العلاقات السودانية السعودية: فرصة جديدة
تحمل زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى المملكة العربية السعودية دلالات سياسية واستراتيجية مهمة، يمكن النظر إليها باعتبارها بداية مرحلة جديدة في مسار العلاقات السودانية السعودية، وفرصة حقيقية لإعادة تموضع السودان إقليميًا في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
لقد جاءت الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه السودان حربًا مدمرة تهدد وحدته واستقراره ومستقبله الاقتصادي. وفي هذا السياق، برزت جملة من المؤشرات الإيجابية التي تعكس اهتمامًا سعوديًا متزايدًا بالملف السوداني، لا سيما بعد أن ضمّن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قضية السودان ضمن أجندته خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويعكس هذا التطور إدراكًا سعوديًا لأهمية السودان في معادلات الأمن الإقليمي والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
يمكن للسودان أن يستفيد كثيرًا من المكانة الإقليمية والدولية والدينية للمملكة العربية السعودية في الدفع نحو إنهاء الحرب الحالية، سواء عبر الجهود الدبلوماسية المباشرة أو من خلال التأثير على مواقف القوى الدولية الفاعلة. فالسعودية تمتلك شبكة علاقات واسعة وقدرة على لعب دور الوسيط المقبول لدى أطراف متعددة، ما يؤهلها للمساهمة في تهيئة المناخ لوقف إطلاق النار وفتح مسار سياسي شامل.من زاوية أخرى
> إنّ التباينات القائمة بين الرياض وأبوظبي حول عددٍ من ملفات الإقليم، وفي مقدمتها ملف السودان، يمكن أن تشكّل ورقةً داعمة للموقف السوداني في مواجهة تعاطي أبوظبي مع الأزمة، ولا سيما دعمها لقوات الدعم السريع. غير أنّ الحقيقة الأهم تظل في أنّ الرهان الأساسي يجب أن يكون على الداخل السوداني نفسه في معالجة جذور الأزمة وبناء توافق وطني جامع، مع حسن توظيف قوة الدفع السعودية وما تحمله من ثقلٍ إقليمي ودولي، بما يسهم في دعم استقرار السودان وصون سيادته ومستقبله.



