
وهج الفكرة
ما عندي زول انتكئ عليه
🖊️ حذيفة زكريا محمد
من أكثر اللحظات إيلاماً أن يُفضي إليك أحدهم قائلاً: “ليس لديّ من انتكي عليه”، وأنت تعلم يقيناً أن كلماته لم تكن بقصد استدرار التعاطف أو تقديم العون.
قالها فجأة، ربما خانته ألسنته، كما لو كان ينوي قولها سراً، لكن شاء القدر أن تُقال جهراً.
نعم، هذا هو واقع الكثيرين، الذين أجبرتهم الظروف على تحمل المشقة والمعاناة، سواءً أكان ذلك بسبب فقدان الأب، أو فقدان أفراد العائلة – إخوة وأخوات او ام تفرقوا في أنحاء البلاد او خارجه.
بعضهم رحل، وبعضهم هاجر، وبعضهم اختفى.
ولأن الحرب ساهمت في تشتت الناس، فقد ازداد الوضع سوءاً
تجد البعض في بيوتهم مثقلين بالهموم، بينما آخرون في السوق، يبحثون عن قوت يومهم ويتحملون المشقة.
نعم، أنتَ الذي خاطبتني بهذه الكلمات، وعبرتَ عنها بكل وضوح ومعنى، فإن أصعب ما في الأمر هو عدم وجود من تتكئ عليه. أقول لك، إنك تمر بمرحلة من الحياة تتطلب الصبر والصمود أنت مثالٌ حيٌّ على الصبر والثبات والتضحية.
غداً، ستتحول هذه الظروف والمعاناة إلى ذكرى جميلة، ومصدر قوة، ودروس نبيلة.
إلى شعب بلادي السودان: اصبروا، فالله معنا.
لا تدعوا الحرب تُضعفكم، ولا تظنوا أنها النهاية إنها مجرد غيمة صيفية ستزول سريعاً كونوا أكثر تفاؤلًا وتوكلوا على الله، فغداً سيكون أفضل.
إلى البشرية جمعاء:
كونوا عضداً لبعضكم بعضاً، فالفراق يأتي فجأة – فراقٌ دنيوي مؤقت، وفراقٌ أبديٌّ حتميٌّ مرتبطٌ بمصير كل إنسان في نهاية حياته.
انظروا إلى من يحتاجون إلى المساندة، وأدخلوا السرور على قلوب الأيتام ومن لا معين لهم، وليكن كل ما تقدمونه في ميزان الأعمال الصالحة ولوجه الله، لا لاستغلال الضعفاء.
الاثنين 22/ ديسمبر/ 2025 م



