دلالة المصطلح وقيع الله حمودة شطة مشكلات في إدارة الدولة والتعبئة العامة والخطاب السياسي (١)

دلالة المصطلح
وقيع الله حمودة شطة
مشكلات في إدارة الدولة والتعبئة العامة والخطاب السياسي (١)
نكف عن الكتابة ونمسك أحيانا عنها ، لعل قيادة الدولة تعي الدروس برؤية رجل الدولة القائد الحكيم الحصيف ، غير الغافل ولا المغفل الذي يخدع من قبل الخب.
كما قال عمر بن الخطاب: لست بالخب ولا الخب يخدعني… ويحك يا عمر رجل الدولة الأول بعد النبي صلى الله عليه وسلم على وصاحب هجرته.
لكن نضطر إلى الكتابة بمداد الدم والدموع لحالة وطن تعبث به الكلاب ، وتتداعي عليها الأمم الوضيعة اللئيمة بهدف تمزيق شمل وطننا الحبيب.
هدف هذه المقالات ، تسليط الضوء على مسارب الخلل في قيادة الدولة الذي ، تمثله المعطيات التالية:
أولا: حجب الدولة للمعلومات الأساسية عن الصحافة والرأي العام ، فيما يلي المعلومات العامة، وهذا الخلل جعل الرأي العام مسرحا للشائعات المقرضة ، التي تصدر عن جهات معادية للاستقرار السياسي والأمني ، منها داخلي وخارجي ، وفتح الأسماع العامة لأخبار متضاربة تفت في عضد الحكومة والدولة والشعب دون أن نري تدابير لمعالجة هذا الخلل ..!! في تقديري وقد سبق أن كتبت حول هذا الموضوع أن على وزارة الإعلام أن تتحرك بصورة حقيقية في رفد الرأي العام بالمعلومات عبر المصادر المختلفة ، وأهمها التلفزيون والإذاعة القومية ، وهذين الجهازين ليس فيهما حتي الآن خطة إعلامية وتحريرية وبرامجية واضحة وقوية للمساهمة في تعبئة الرأي العام السوداني، فرغم المجهود المبذول فيهما لكن الرؤية والمحتوي والرسالة وإدارة الوقت ، وتوفير المعينات والأسباب ، وتوفير كوادر وطنية فاعلة من خلال الحوارات واللقاءات والمناقشات فيه خلل كبير.
واليوم صوت الإذاعة والتلفويون غير فعال في تعبئة الرأي العام الداخلي ، وهنا غياب في رسم رؤية إعلامية وطنية تخاطب الخارج..الأخ وزير الإعلام نريد منك أن يتسم خطابك بالعمق والاناءة والمهلة والتأني لا العجلة ، فأنت لسان الدولة والشعب تخاطب العقول لا العاطفة وحدها ، وأرجو أن تركز على استراتيجيات الخطاب الإعلامي الحربي التعبوي، ولا شك لك سهم قوي معتبر ولكن نريد الأفضل والأشمل مع الثبات والاناءة.
ثانيا : هناك خلل واضح في أداء وخطاب رئيس الوزراء ، مساحة تحرك رئيس رئيس الوزراء داخليا محدودة ، فهو لم يزر الولايات الآمنة ، ومنشغل بصغائر الأمور عن كبارها، ويتحدث الرأي العام عن سوء أداء فريق عمله المستبد والمتعجرف ، وعن شخصيات بعضها مغمورة غير معروفة في ساحة العمل الوطني ، وضعيفة تجارب وحمية وطنية صرفت همها في مصادمات سطحية مع كتاب وصحفيين في ساعة الجد والتحزم…
أداء رئيس الوزراء الخارجي ضعيف في التواصل والاتصال والخطاب لا نريد خطابا مسجعا وملونا بألوان علم البديع والبيان والمعاني من البلاغة العربية دون أن يفزع لنا قلب أرنب ، وإنما نريد خطابا مسجعا بالبديع والمعاني والبيان ، ولكنه يهز قلب أسد في الساحة الدولية والاقليمية ، كما أن لغة جسد السيد رئيس الوزراء وظهوره العام لا تتناسب مع لغة الحرب والمعاناة ، التي تضرب البلاد ، مع أداء ضعيف لكثير من الوزراء في حكومة الأمل التي عاجزة حتي الآن في مخاطبة جامعة الدولة العربية ، التي لم تدعم حتي الآن السودان ودولة عضو في الجامعة العربية وهي ، دولة الإمارات تعبث بأمن دولة عضو مثلها ، وهي السودان ، وفشلت حكومة الأمل في مخاطبة الإتحاد الأفريقي المرتشي المرتزق ، الذي ظل يتاجر بسمعة السودان الدولة المؤسسة لها ، بينما دول صغير ضعيفة في المحيط الأفريقي صفعت الإتحاد الأفريقي ، أن يتدخل في شؤونها بالخراب ، وقيادة الدولة عاجزة أن تخاطب الإتحاد الأفريقي بحمرة عين حتي يرعوي ويتواري بعض موظفيه السكاري ، كما فشلت قيادة الدولة أن تؤدب منظمة إيقاد المتآمرة علي بلادنا، وهي منظمة هوانة أداة من أدوات الدعارة السياسية ، وهي منظمة انحرفت عن مسارها التنموي ، وصارت أداة من أدوات الإحتلال الإقليمي والدولي في توزيع الجواسيس والاستخبارات على الدول المؤسسة ، ولعل انسحاب إريتريا من إيقاد يوضح قوة رؤية القيادة الاريترية في حماية مصالح الدولة وسيادتها ، بينما السودان يتفرج على عورة هذه المنظمة الساقطة الفاشلة.
ثالثا: الدولة تتهاون وتتساهل في تطبيقات قانون الطواريء فيما يلي الجماعات والأفراد وقادة بعض الأحزاب ، الذين يكررون الإساءة للقوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني والقوات المشتركة والمجاهدين ، خاصة الذين بدأوا مرة أخرى الرجوع إلى فوضي التظاهر من جديد ، وللأسف الدولة لم تتعظ من تجربة المظاهرات المرة في فترة ما بعد الثورة الفاشلة ، حيث لعبت هذه المظاهرات المنظمة ، لتفتيت الدولة وإغتيال سيادتها وهيبتها تحت ذريعة التعبير عن الحقوق والمطالب ، وهم في الواقع أداة جريمة…
رابعا: المقاومة الشعبية من الإتحادية إلى الولايات والمحافظات يضربها الفساد الإداري والمحسوبية والشللية وفوضي في العمل ، وتحصيل مصالح ذاتية ، هي الآن أحد أدوات الفشل العسكري القوات المسلحة والمجاهدون والمشتركة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني يقدمون تضحيات عظيمة بالدم والأرواح ، بينما قيادة المقاومة الشعبية تتماطل وتتحجج في فتح المعسكرات لالاف الشباب المستعدين لحماية البلاد ، وإذا فتحت ودربوا وحشروا في المعسكرات لا يسلحوا ولا يخلفوا ، وإذا خلوا أخذوا من من مال خلافتهم على قلته ، ومع التأكيد على أن أن هناك أسود شريفة في المقاومة الشعبية هدفها عزة الوطن ونصرة معركة الكرامة، هناك فاسدون في المقاومة الشعبية وفي قمة هرمها ينبغي للإعلام والصحافة الوطنية المخلصة والشجاعة أن تلاحق هؤلاء صغار الهمم ، ضعفاء النفوس الذين يريدون تسخير إمكانيات المقاومة الشعبية لمصالحهم الخاصة في التجارة والغني الذاتي والجلوس والرفاه في المكاتب بينما الجنود في محرقة … وللأسف قيادة الجيش والدولة تتفرج وتسد أذنها عن فساد بعض قيادات المقاومة الشعبية من بورتسودان إلي الولايات والمحافظات.
نواصل…



