
همسه وطنيه
دكتور طارق عشيري
هل تهاونت حكومة الأمل
امال عراض علي حكومة الأمل التي تمثل ( محطة مفصلية في مسار العمل السياسي)، إذ علّق عليها المواطنون آمالًا كبيرة في إحداث التغيير وتحقيق الإصلاحات المنشودة. غير (أنّ مسار هذه الحكومة أثار جدلًا واسعًا حول مدى جديتها وفاعليتها) في تنفيذ وعودها، ما دفع كثيرين إلى التساؤل: (هل تهاونت حكومة الأمل في أداء مهامها)، أم أن التحديات والظروف المحيطة حالت دون تحقيق أهدافها؟ ومن هنا تبرز أهمية دراسة سياساتها وقراراتها، وتحليل أدائها بموضوعية للوقوف على حقيقة ما أنجزته وما أخفقت فيه
تهاون حكومة الأمل في الايفاء بالعديد من التزامات في برنامجها المطروح مما أثارت قلق المواطنين، خاصةً بعد أن عُلّقت عليها آمال كبيرة في إحداث تغيير إيجابي وتحسين الأوضاع العامة. فقد جاءت هذه الحكومة (بشعارات طموحة ووعود إصلاحية)، إلا( أن الواقع كشف عن فجوة واضحة بين الخطاب والممارسة).
يظهر التهاون في بطء اتخاذ القرارات المصيرية، وعدم الحزم في مواجهة المشكلات المتراكمة مثل تراجع الخدمات، وارتفاع تكاليف المعيشة، وضعف الرقابة على الأداء الإداري. هذا البطء لا ينعكس فقط على فعالية مؤسسات الدولة، بل يؤدي أيضًا إلى فقدان ثقة المواطنين الذين كانوا ينتظرون حلولًا ملموسة لا مجرد وعود.
كما يتجلى التهاون في غياب المحاسبة الجادة للمقصرين، إذ إن التساهل مع الأخطاء يفتح الباب لتكرارها، ويُضعف مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص. فالحكومة التي لا تحاسب مسؤوليها تفقد قدرتها على الإصلاح، مهما كانت نواياها حسنة.
ولا يمكن إغفال أثر هذا التهاون على فئة الشباب، التي علّقت آمالًا كبيرة على حكومة الأمل في توفير فرص التعليم والعمل والمشاركة في صنع القرار. ومع استمرار التأجيل والتردد، يتحول الأمل إلى إحباط، ما يهدد الاستقرار الاجتماعي ويقلل من روح المبادرة.
إن تهاون حكومة الأمل لا يعني بالضرورة فشلها الكامل، لكنه مؤشر خطير يتطلب مراجعة جادة للمسار المتبع. فالأمل الحقيقي لا يتحقق بالشعارات، بل بالعمل الجاد، والحزم في اتخاذ القرار، والاستماع إلى مطالب المواطنين وتحويلها إلى واقع ملموس. فقط عندها يمكن لحكومة الأمل أن تكون على قدرفي النهاية، يبقى تهاون حكومة الأمل اختبارًا حقيقيًا لمدى صدق شعاراتها وقدرتها على تحمّل المسؤولية.( فالأمم لا تُبنى بالوعود المؤجلة ولا بالقرارات المترددة)، بل( بالإرادة الصلبة) و(العمل الحازم والمحاسبة العادلة). وإذا استمر التهاون، (سيتحوّل الأمل إلى خيبة)، و(الثقة إلى شك). أما إن أدركت الحكومة خطورة المرحلة وتحركت بجدية، فبإمكانها أن تعيد للأمل معناه، وللمواطن حقه، وللمستقبل مساره الصحيح. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل


