الصحفى الإنسان وبلدوزر كنس فساد الخدمة المدنية* *كتب/ دكتور عباس طه حمزة* *صبير* *(جامعة الخرطوم*) *الي الاستاذ/ احمد بابكر المكابرابى*

*الصحفى الإنسان وبلدوزر كنس فساد الخدمة المدنية*
*كتب/ دكتور عباس طه حمزة* *صبير*
*(جامعة الخرطوم*)
*الي الاستاذ/ احمد بابكر المكابرابى*
اقر دينا الحنيف أن الناس شهداء الله فى الارض …
باستصحاب هذه الكلمات ارجو أن يسمح لى القراء أن أكتب شهادة مستحقة فى حق أحد عمالقة الإعلام فى بلادى هو الاستاذ الصحفى احمد بابكر المكابرابى واقول له أنت فعلا رجل عملاق وانسانى…إنسانية لا تسعها الحروف ولا تعبر عنها الكلمات وتتقاصر عن التعبير عنها كافة قامات الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين وحتى ظرفاء المدينة وانت تنشر مقالى عن نصرة أهل غزة …بعنوان ..
.الإنسانية…ارون بوشنيل …
اللا إنسانية… جو بايدن … بهذا الجهد الذى بذلته فى نشر ذاك المقال فانك تؤكد من جديد عن انسانيتك العابرة للحدود لتصل لاخوان لنا فى العقيدة فى غزة رمز العزاة وهى تدفع مهرا غاليا .. أرواح واشلاء ودماء ودموع وجوع ومرض وحصار صهيونى يشارك فيه قوم من بنى جلدتنا… كل ذلك المهر هو ثمنا مستحق لكرامة أمة الإسلام التى تداعى عليها الأمم كما تداعت الاكلة على قصعتها كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم… نسأل الله لهم نصرا مؤزرا عاجلا غير اجل…
وأسأل الله يجعل قلمك اخى المكابرابى سيفا مشهرا لنصرة المستضعفين ويجعل ثواب ذلك فى ميزان حسناتك يوم يقوم الناس لرب العالمين….
بالامس كذلك قرأت عمودك وانت تنحاز انحياز مستحق لفئة من المظلومين والمتعبين من سلحفائية إجراءات سلطات الأراضى وعبرت عنها بعنوان جواب يكفى ويغنى عن تفاصيله وذلك حينما اخترت عنوان مقالك بحنكة ودراية صحفى متمرس وممارس ليقرأ…اراضى القضارف..امشى وتعال بكرة…
فكل قارئ وحصيف ولبيب يفهم بالاشارة يدرك أنك باختيارك لهذا العنوان المطاطى وسهل الاندياح إنما قصدت أن تجعل منه سلاحا فتاكا وراجمة يتعدى مداها موضوع اراضى القضارف لتصيب به عدد كبير من أخطر عصافير التلكؤ والتسيب وتعطيل مصالح الناس فى الخدمة المدنية الذي يقوم به مجموعة من البشر ماتت ضمائرهم وانعدم ورعهم وتتضاءل الوازع الدينى عندهم فنالوا براءة اختراع فى التفنن فى وسائل ..التوزيع والفهلوة وإيجاد الاعذار الواهية وغير المقنعة لتعطيل مصالح المواطنين والتأخر المتعمد فى انجاز معاملاتهم وقضاء حوائجهم من شاكلة ..أمش وتعال بكرة… المدير مافى…المدير عندو اجتماع..ممكن يكون اجتماع ونسة وشراب شاي مع الاحباب والحبايب… الختم مافى…ورق مافى… الطابعة ما شغالة ..شبكة مافى…. الموظف حبوبتو ماتت…الموظف عندو زواج اخوه…الموظف عيان… الموظف عندو مقابلة مع الدكتور…. الموظف عربيتو عطلانة…الموظف جايى بالمواصلات وما وصل… وكل صاحب خيال بإمكانه إضافة المزيد من الأعذار والترهات التى شوهت الخدمة المدنية فى السودان واقعدت البلاد فى محطات التخلف السلوكى وعطلت التنمية وافقرت البلاد واذلت العباد وكلها مساوئ يتقاضى عنها كل رويبضات الخدمة المدنية الذين لم يتم توظيفهم على أساس الكفاءة والخبرة وانما على أساس القرابة والفهلوة وإجادة تكسير التلج وتقزيم ذواتهم وعملقة من يوظفونهم والتزلف لهم والانكسار وهذا هو تضيع الامانة الذى قصده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله… اذا ضيعت الامانة فاتظر الساعة.. اي إذا اسند الأمر إلى غير اهله… وهذا هو واقع الخدمة المدنية فى السودان…. يتم الإعلان عن الوظائف وبشروطها فى عدد من وسائل الإعلام..اعلانات مدفوعة القيمة على حساب الشعب السودانى وفقره المدقع لكى يتم زر الرماد على العيون ليتم اختيار أصحاب الحظوة من الواصلين والمقربين من أصحاب القرار فى الجهات النافذة وعبر التزكيات المزيفة والمذكرات من شاكلة اخونا x لا نزكيه على الله نوجه بتعينه .. بغض النظر عن معايير الكفاءة والأمانة والنزاهة الواردة فى اعلانات الوظائف مدفوعة القيمة..
والله يا استاذ احمد بابكر المكابرابى بعمودك هذا موضوع مقالى هذا لا اقول انك اكتفيت بلعن الظلام ولكنك اوقدت لا اقول شمعة واحدة بل شموع فى عتمة وظلام الخدمة المدنية لا اقول فقط فى القضارف ولكن فى كل السودان مسلطا الضوء على اخطر امراض الخدمة المدنية الا وهى البروغراطية والسلحفائية فى انجاز مصالح المواطن المنكوب والمقهور والمغلوب على أمره وظل يطلق فى صيحات استغاثته من ظلم ذوى القربى من موظفى الخدمة المدنية عسى الله أن يسخر له معتصما ينصفه ويعين فى الوظائف القوى الامين من الذين اختصهم الله لقضاء حوائج الناس تقربا لله سبحانه وتعالى…. يعين رجالا ولا اقول ذكورا لان ليس كل ذكر رجل…رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولا يخشون فى الحق لومة لائم..
من خلال مخاطبتك للمسئولين بإزالة الغبن والمعاناة عن كاهل المواطنين فيما يتعلق بتسهيل إجراءات الاراضى بولاية القضارف لاحظت انك قد همست فى إذن الوالى الجديد بوجاهة وعدالة القضية…وانا على يقين أن الوالى الجديد سعادة اللواء معاش محمد احمد حسن قد التقط الإشارة وانا على ثقة وبما أنه رجل عسكري وصاحب رتبة رفيعة وشعار العسكر دائما هو البيان بالعمل… أنا على ثقة أن السيد الوالى الجديد سوف يكون باذن الله هو ذلك المعتصم الذى سوف يعمل مشرطه لعمل كل الجراحات العميقة الضرورية لاصلاح جسد الخدمة المدنية الذى ظل يعانى من انتشار سرطان الفساد والقصور منذ الاستغلال وحتى الآن ..وأملنا أن تكون ضربة البداية لهذا الإصلاح المنشود من قضارف الخير والفول السودانى والسمسم والفتريتة والثروة الحيوانية وعلى يد وقيادة الوالى الجديد الهمام ورجل المهام الصعبة وصانع المستحيل اللواء معاش محمد احمد حسن. … وقدبما قيل الخير على قدوم الواردين…
ونلتقى فى مقال آخر …
د.عباي طه حمزة صبير… جامعة الخرطوم…