مقالات الرأي
أخر الأخبار

على حافة الوطن (٧) – نارٌ في قلب الخزان بقلم حياه حمد اليونسابي

على حافة الوطن (٧) – نارٌ في قلب الخزان

حياه حمد اليونسابي
بورتسودان

عند الرابعة فجراً، كان الوطن يتقلب على جمره المعتاد… مدن تنام على أزيز الغياب، وصدور تضيق بما لا يُقال. وفي بورتسودان، تلك المدينة التي أصبحت صدراً مفتوحاً على كل الاحتمالات، جاء الصوت من السماء… طنين، ثم وميض، ثم لهيب.

مسيّرة انتحارية، لا تحمل راية ولا رحمة، انقضّت على المستودعات الاستراتيجية لوزارة الطاقة والنفط، كأنها تعرف تماماً أين تضرب وأي شريان تقطع. لم يكن الهدف مجرد خزان وقود، بل ضربة في ذاكرة الدولة… في مخزونها، في قدرتها على البقاء.

الجازولين اشتعل، ثم جره اللهب إلى جواره، فأصبحت النيران جداراً يفصل بين ما كنا نظنه آمناً وما انكشف من هشاشتنا. لم يكن صوت الانفجار أعلى من سؤال الناس: إلى متى نظل على حافة الانهيار؟

لا شهود على الجريمة إلا الدخان، ولا عزاء إلا في أن النيران لم تحصد أرواحًا… لكنها بلا شك حرقت جزءاً من جدار الثقة.

ما حدث في فجر اليوم لم يكن مجرد هجوم، بل رسالة مغموسة في وقود الغدر، تقول إن يد الإرهاب ما زالت تطال ما تبقّى من شرايين الدولة.
وهو فعل لا يمكن وصفه إلا بالخيانة، ولا يليق به إلا الإدانة… على رؤوس الكلمات، وفي وجه العتمة.
#السودان
#بورتسودان
#لا_سلم_الله_الامارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى