مقالات الرأي
أخر الأخبار

على حافة الوطن (٦) | تذاكر الطيران تحلق عبر السوق الأسود بقلم حياه حمد اليونسابي

على حافة الوطن (٦) | تذاكر الطيران تحلق عبر السوق الأسود

بورتسودان/ Savior media 24
حياه حمد اليونسابي

في الوطن الجريح، حيث الوقت يُقاس بصفير الرصاص، وحركة الطائرات ليست وعدًا بالسفر، بل نذيرًا بالموت… جاءت الضربة فجرًا.

استهدفت طائرات مسيّرة مطار بورتسودان… فارتفعت أسعار التذاكر 40%.
لا دهشة في الأمر، فالموت يُوزّع بالمجّان، لكن الخروج من دائرة النار صار امتيازًا على درجات، لا يناله إلا من اصطفاه الدولار.

قالت شركات الطيران: “أمن الرحلات يتطلب كلفة”،
وقال المواطن: “وهل بقي لي من الكرامة ما أشتري به تذكرة نجاة؟”.
لكن لا أحد يسمع… ففي زمن الحرب، يُقاس الصوت بعدد الأصفار في الحساب.

هذه ليست المرة الأولى. ففي أبريل، حين كانت النيران تلتهم الخرطوم، رفعوا الأسعار بحجة الحرب…
ثم جاءت الضربة الثانية، فكانت الزيادة الثانية.
وما بين الأولى والثانية، سقط المواطن في الفجوة بين السماء التي لا تطير به، والأرض التي لا تحتمله.

هل يُعقل أن يصبح الطريق إلى النجاة خاضعًا لقانون السوق؟
أن يُصبح الوطن سجنًا لا يُغادره إلا من يشتري المفتاح؟
أم أن في الأمر أكثر من مجرد “زيادة سعر”، بل هو تجار حرب يعرضون “الخروج” على طاولة المزايدة؟

في مطار بورتسودان، لا تُحلق الطائرات فقط… بل تحلق معها كرامة الإنسان السوداني، ثم تهبط في حسابات تجار الأزمات.

مافيا الطيران المدني… إلى أين؟
والمواطن إلى أين؟
والوطن… هل تبقى له مكان على خارطة الرحمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى