
للسودان سيد واحد لن يفرط فيه….
حسام الدين محجوب على
السودان بلد المليون مُنتَج و كذا و أربعون مليون مواطن هم شعبه و ما علمنا بشعوب اخرى تسكنه . سمعنا بشعوب اخرى تتمنى السكن فيه و اخرى تتمنى استغلاله و أُخر تتمناه بكلياته و لكنهم لم يستطيعوا على مر الدهور رغم عدم تقدير شعبه لهذا الخطر و حقيقته.
بالأمس وقع اثنان من قادة المليشيات العسكرية التى تحارب من حدود البلاد و رئيس وزراء السودان السابق المستقيل بوجود الرئيس الكينى و فى عاصمته على اتفاق نُسِخت المواد الرئيسية فيه و بعض تعابيره من الدستور الاثيوبى ، كحق تقرير المصير بالصورة التى ورد فيها و تحويل الشعب السودانى لشعوب متنافرة تقيم فى ارض شيوع يجب تقاسمها.
تعيش اثيوبيا هذه الايام مأساة حقيقية من اهم اسبابها غباء الحاكم الحالى و عدم خبرته و ذكاء الحاكم الأسبق المدمر و ألذى عمل بتدبير محكم و مسبق على عدم استقرار اثيوبيا بعد ذهابه. وضع ملس زيناوى كما ذكر لى احد قادة الاقليم باباً فى الدستور، قبل ان اطلع عليه لاحقاً، ينص على امكانية انفصال اى من الاقاليم الإثيوبية فور توقيع مجموعة من القومية التى تعيش فيه على طلب الانفصال. لم يتحدث الدستور الاثيوبى عن الشعب الاثيوبى بل عن الشعوب الأثيوبية . منذ ان تولى رئاسة الوزارة فى اثيوبيا يحاول آبى احمد تغيير تلك المادة الدستورية و لكن بالقوة و محاربة اى من القوميات التى تحاول الانفصال و النتيجة ان أديس أبابا الان محاصرة و لا يستطيع اى من كان التجول بحرية خارجها و تدور معارك يومية فى كل أقاليم اثيوبيا و كل “شعوب” اثيوبيا بين الجيش الفيدرالي و جيوشه الاقليمية من امهرا و عفر و أورومو و قليل منها فى اقليم التغراى و حرب غير معلنة مع ارتريا و الصومال و السودان و له حليف واحد له اليد العليا و هم حكام دولة الامارات العربية المتحدة . لكن الوحيد الذى اقتنع بان آبى احمد هو رب التغيير و أُس التطور فى افريقيا و يجب الاقتداء به هم المنظمات المنتفعة و النخبة السودانية فإعجابهم بإثيوبيا آبى احمد لا يفوقه إلا إيمانهم برأى واحد ، على الاقل ، لمنصور خالد ، رحمه الله، و إصرارهم على تأكيده ان لم نقل نبؤته بخصوصهم ، حمانا الله.
لمن لا يعلم ، نقول ، السودان بلد واحد يسكنه شعب واحد ، ثروته الحقيقية تنوع شعبه و إثنياته و ثرائه فى الخيرات المادية من ثروات طبيعية حبى بها الله هذه الارض و هذا الشعب دون غيره من شعوب اخرى لا نعلمها .
لا وجود لمالك لهذه الأرض إلا الشعب السودانى و لا سيد لهذا الشعب إلا نفسه بكامله لا لفرد و لا لأسرة او قبيلة ، رغم وجود من يظنون ذلك و لا حتى لسلطة حاكمة.
تولى اى سودانى لمنصب فى حكومات السودان المتعاقبة او على رأس نظامه الحاكم لا يعطيه حق أبدى او تفويض أزلى يورثه لمن بعده فى ادارة البلاد او التقرير بشأنها.
لا يوجد ما يسمى بتوقيع رئيس وزراء سابق إلا بالطبع إذا طلب منه اعجاباً كاوتوغراف فى ابوظبى الضمان ، نيروبى الامان او أديس الإدمان .
لا اظن انى سمعت مواطن يذكر مواطنى السودان بالشعوب السودانية إلا حمدوك و ياسر عرمان الذى لا يذكر الشعب السودانى الا مفرقاً “كشعوب “و بالتأكيد كلاهما لا يؤمنون و لا يفهمون معنى الوطن ، فكلاهما جذرا أصلهما فى منظمات و ليس مجتمعات طبيعية و المنظمات لا تتعامل مع شعب بل شعوب و إلا لفقدوا اسباب وجودهم و هكذا الحال مع ” قحت” و من بعد ” تراجع ” .
السودان يترنح و يتمايل من ضربات مرتزقة جيرانه و عمالة بعض من اهله و غدر قلة من اشقائه و لكنه لن يموت باذنه تعالى لحب ربه و تضحيات تِربه .
السودان الجديد ، ليس فيه عميل و لا وضيع و لا نخب.
السودان الجديد ، شعبه عاشق لترابه حافظ لتاريخه مفاخر بماضيه مجد فى بناء حاضره و محدد لنهضته و مستقبله و إثراء أجياله.
دعهم يوقعون فهولاء لا اقلام لهم ، فحبرهم تف و لا أوراق لهم فجريدهم لف و لا حروف لهم فكلامهم نف.