
كلام سياسة
الصافي سالم أحمد
السودان في خطر
أجد نفسي امام مسئولية كبيرة جدا تملي علينا ضرورة الكتابة عم ما يتعرض له السودان من مخطط يفوق حد الوصف برعاية إقليمية ودولية كاملة الدسم للنيل من مقدراته وتوسيع الصراع المسلح الذي انطلق منذ الخامس عشر من أبريل من العام الماضي بتمرد قوات الدعم السريع.
سرعات َما تكشفت المؤامرة هذه المؤامرة للتمرد الذي قصم ظهر البلاد ودمر بنيتها الأساسية واحال حياة ٤٥ مليون نسمة الي جحيم لايطاق بعد أن توسع التمرد ليشمل ولايات دارفور والجزيرة والان غرب كردفان بسقوط مدينة الفولة بالأمس.
ان الخطر الكبير يأتي من خلال تعريض وحدة السودان لخطر كبير مع دعم دولي متواصل للتمرد كما رأينا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ودفوعات السودان والأدلة التي قدمت في اتهام دولة الإمارات بمساندة ودعم التمرد الذي يهدد الأمن الإقليمي.
وأهم من يظن ان هذه الحرب سوف تظل في السودان فحسب بل سوف تمتد الي دول الجوار واول هذه الدول التي سوف تنكوي بهذه النيران هي دولة تشاد أكثر دولة تضرر منها السودان في دعمها اللامحدود للمتمردين وفتحها لخطوط الإمداد بشكل كبير للغاية ولذلك فإن الحرب سوف تنتقل الي هناك طال الزمن او قصر ذلك لأن الدولة في نفسها ومستشاري الرئيس كاكا يعرفون بشكل كبير هذه المخاطر التي يمكن أن توؤل إليها الأمور في مقبل الايام.
داخليا كنا نتوقع مبادرات وطنية تسعى جاهدة الي إحلال السلام والزام التمرد بتنفيذ ما اتفق عليه في جدة من الخروج من الاعيان المدنية ومن ثم مواصلة التفاوض حول القوات نفسها ودمجها في الجيش القومي لكن مع الأسف هناك حالة من الخمول الداخلي وعجز النخب السياسية التي انغمس جزء منها في تاييد التمرد ودعمه مع انتهاكاته التي سجلتها ورصدتها المنظمات الدولية والمحلية…. وهو بالتأكيد ما ازم القضية بشكل كبير للغاية وعقدها اكثر خصوصا بعد أن وضح جليا ان ( تقدم ) هي من تقوم بالعمل السياسي للمليشيا وتقف الإمارات بكل إمكانياتها داعمة بشكل كبير لتوسيع رقعة الحرب وجعل السودان في خطر حقيقي نتلمسه الان بشكل ملحوظ.
ان القضية الأساسية هي قضية الداخل السوداني اما النخب السياسية السودانية فوضح جليا ضعفها وقلة حيلتها وكل ما نراه من حراك تقدم هو بالتأكيد حراك مدعوم هدفه الأساسي تعقيد المشهد السوداني وجعله من الصعوبة بمكان مع اتساع رقعة الحرب وتضرر الشعب السوداني بصورة مباشرة وقد أصبحنا نري مناظر مؤلمة للاجئين السودانيين وهم يعانون بشدة مع تفاقم حركة النزوح بعد أن كثف التمرد من هجماته على المدنيين بشكل كبير في دارفور شمالا وفي قرى الجزيرة بعد مجزرة ودالنورة الأخيرة.
كل هذه المؤشرات تجعلنا نفكر بشكل جاد في اليات الخروج من هذا النفق المظلم وكيف نعبر بالوطن من دايرة الخطر الانية التي بدأت تتشكل ورغم انني مازلت متفائل بايجاد مخرج وطني للازمة مع زيارة وفود من قبائل المسيرية والرزيقات الي السيد رئيس مجلس السيادة الا ان الحراك الداخلي لاخماد التمرد في إطار حوار سوداني سوداني مازال ضعيف للغاية مع كل هذا الزخم الذي نراه.
ان المؤشرات الخطيرة التي تدل على استخدام المتمردين لتقنيات كبيرة في مطار الجنينة تجعلنا ندرك ان هناك مخطط كبير للغاية يدار لاطالة امد الحرب بشكل واضح مع استمرار عمليات التدريب والحشد للمقاتلين من كل صوب وراينا في فيديو الأمس من الفولة كيف رفع المرتزقة علم إثيوبيا وماخفي أعظم.
اننا الان مطالبين بأعمال العقل واتباع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة الحرب وفي إدارة السلام بأعمال مبدأ المصلحة واخذ العبر والدروس اللازمة للحفاظ على وطننا من اطماع الآخرين…