
مجدي الروبي يكتب…
عزت يغرد طائرا علي جناحي تويتر فيسبوك..
عزت بعد قالته نفسة لنفسه: مغرد الساحة السياسية
في حدث لا يمكن وصفه إلا الغريب العجيب ، قرر يوسف عزت المستشار السابق للدعم السريع أن يقيل نفسه لنفسة من منصبه كمستشار للدعم السريع العسكري. نعم، قرر أن يكتب لنفسه خطاباً يقول فيه “شكراً، استرحت بما فيه الكفاية، أحتاج للتغيير!” وبدأت رحلة عزت الجديدة في عالم السياسةوالمدنيين.
فور إقالته لنفسه، أطلق عزت حملة مكثفة من التغريدات والتدوينات التي تتساقط على رؤوس المواطنين كالمطر. وبكل حماسة، بدأ يصيح في الفضاء الرقمي بأن “حميدتي ميت”، وكأنه اكتشف سراً عظيماً. ولكن الجديد في الأمر هو تغيير علامته التجارية؛ والاستفادة من موت قائد الدعم السريع فهو الآن قائد للدعم السريع المدني المسالم. يبدو أن عزت قد اكتشف فجأة أن السلاح ليس كل شيء، وأنه يمكنه أن يكون محبوباً بدون بندقية على كتفه.
وفي هذه الأثناء، جماعة “تقذم الخاينة” تتشتت أكثر فأكثر، كأوراق الشجر في مهب الريح. عزت، الذي يبدو أنه استعار استراتيجية جديدة من مسلسل سياسي درامي، بدأ يغازل العسكر بأسلوب غير مباشر، حيث التف حولهم بطريقة بارعة، مستفيداً من نصائح أبي أحمد الذي يبدو أنه يعيش في حالة فرح دائمة.
ولم تنتهِ الأخبار العجيبة هنا، فهناك قصة غريبة تتداول حول زيارة ابي احمد الأخيرة للقصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الموقت بورتسودان، حيث قام بغرس شجرة منقة مع الكاهن المرعب البارع برهان قائد الجيش في الباحة الخلفية للقصر. وكأن السياسة أصبحت زراعة منقة! ولا تنسوا تلك الإشاعة عن التصريحات التي اطلقها حمدوك عن بورتسودان، والتي وصفها بأنها “بعيدة” وكأنها تقع في مجرة أخرى.
وفي خضم هذه الفوضى، يبرز سؤال مهم لجماعة قحت والفاشلة: هل بدأ الصراع السياسي والدبلوماسي العالمي بالفعل؟ يبدو أن الأبواب قد فتحت على مصراعيها لاستقبال سلفا وكاكا والدب الروسي. الجميع شاهد وصول سفن الإمداد الروسية والتي أفرغت حمولاتها من القمح والغاز والبنزين و… القائمة تطول.
عزت، الذي أصبح نجماً على منصات التواصل الاجتماعي، يبدو أنه قد وجد طريقه الجديد. فهل سيصبح نجماً في السياسة المدنية كما كان في المستشارية؟ الزمن سيخبرنا، وفي هذه الأثناء، لا يمكننا إلا أن نتابع بشغف هذا العرض الساخر الذي يقدمه لنا البهلوان يوسف عزت.