
📝شوكة في خاصرة الكلمة ،،،
انتصار وراق
*العاصمة المستعصمة*
زمان لمن الخرطوم كانت بخيرا ياحليلها ،كنا بنسمع ان العاصمة ليها نصيب الاسد من غنائم وموارد الولايات ، وحقيقة يعني كانت ملموسة في المعمار واستقرار الكهرباء والموية وتوفر السلع ورخصها والخدمات (الهاي كلاس )في المستشفيات والمدارس والمرتبات الكانت بتفوق مرتباتنا بعشرات الاضعاف لدرجة ان ناس الخرطوم لمن جو هنا بيضحكو في مرتباتنا وبيقولوا لينا معقول دي مرتباتكم؟.
حقيقة كنا بنشوف كل دا (بغرانين) ما حاسدين ،لأن الظروف بتودينا هناك اما للعلاج او الترفيه او زيارة الاقارب وكنا بنفرح ونرجع بمعنويات عالية ، ما لأننا زرنا العاصمة !!!.وكمان كان جوانا اعزاز دي ما عاصمة السودان لازم تكون كدا.
لكن الشئ البيغصّ في حنايا الجوف، لمن بقت بورتسودان عاصمة ادارية ،حلمنا وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ان تصبح عاصمة بالجد مامجرد وصف ،يعني نمسكها اول شي من ناحية النظافة ، على اعتبار انها لبست ثوب العاصمة توقعنا ان الشوارع تكون نظيفة وعمال النظافة ماشيين جايين يكنسوا وينظفوا في الشوارع وتتعمل مكبات للنفايات على رأس كل شارع وفي كل حي ،ولافتات مكتوب عليها ممنوع رمي الاوساخ ،والنظافة سلوك حضاري يعني كدة زي العواصم البرة ،على الاقل لأن الولاية كل يوم بتستقبل في اجانب من باب انها عاصمة . لكن وللأسف الشوارع مكتظة بالنفايات والاسواق حدٌث ولاحرج واليضحكك كل سبت السوق مقفول عشان النظافة ولانرى نظافة ولا يحزنون.
دا ملف النظافة نجيكم لملف الكهرباء ودا حار في وصفه الدليل فهي كقول ابي فراس الحمداني في وصف محبوبته/معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر.
حفظت وضيعت المودة بيننا وأحسن من بعض الوفاء لك العذر. من دخل الصيف والمعروف عن صيف البحر الاحمر انه قاسي جدا يعني (مابتجازف بدون ثلج ومكيف) لكن تفنن مهندسي الكهرباء في (الخرمجة)ما البرمجة واصبحنا نادرا مانرى الكهرباء ،تطل علينا سويعات وتنقطع حتى اصبحت الثلاجات تشتهي البرودة ،وعاد الناس لشراء الأزيار والقلل دا بالنسبة للمساكين الماقادرين يشتروا ربع لوح ثلج بخمسة الف يومي وللأسف هم السواد الأعظم من مواطني الولاية ويطلع رغم العذابات دي مسؤول في الميديا ويقول ليك المحول في الطريق والمحول قرب يصل ماعارفين المحول دا راكب على ظهر نملة ولا سلحفاة ولا دا اسمه تهدين وتطبيب للمشاعر ولا في محول ولا غيره وعموما الصيف قرب ينتهي واحنا ماشيين ورا الكضاب لحدي مانشوف نهايته.
نجيكم لملف الموية ودا اتكلمت فيه كتير لكن للأسف شكله لاحياة لمن تنادي . للأسف ولأول مرة في تاريخ الأمم عاصمة تنعدم فيها الموية هي الحقيقة مامعدومة وإلا التناكر دي بتجيبها من وين عشان تملا بيها القرب الاتوضعت في راس كل شارع وبتبيع الموية للناس ويجيك السقة مرة الجوز ب500 ومرة 750 انا ماعارفة هي بتزيد تبع البورصة ولا الدولار ولا ارتفاع الذهب، يعني تشتري الموية من الصباح ما اقل من اربعة الف والثلج ما اقل من خمسة الف دا لا فيه اكل ولا غيره بالاضافة للسوق الكل يوم ماشي في ارتفاع والزاد وغطى تعريفة المواصلات الكل كم يوم ترفع بحجة الجاز زاد والبنزين وإنت كمواطن مغلوب على امرك يجب ان تتحمل ما البلد في حرب !!! طيب مقابل الزيادات دي مفترض يكون في زيادة في المرتبات الواقفة في محلها كما جبل الطود وكمان على رغم قلتها تأتي متعززة براحتها،ما ليها حق .. مكسوفة من الهزال الهي فيه وخجلانة انها ماقادرة تغطي منصرف يوم ناهيك عن شهر .والمواطن المسكين يتحايل على الاوضاع ومتشبث بالحياة رغم قساوة الوضع وسوء الملمات ،يترجى فرج الله وتغيير الحال .
دا حال بورتسودان عاصمة السودان وهذا قليل من كثير نتمنى ان يعيره المسؤولون اهتمامهم وربنا يصلح حال العباد والبلاد.



