مقالات الرأي
أخر الأخبار

إنها حرب الغدر و الخيانة ….. حسام الدين محجوب على

إنها حرب الغدر و الخيانة …..

حسام الدين محجوب على

ان تؤمن بجيش بلادك احد مسلمات إيمانك بوطنيتك ، فهو جيشك وحدك ، لمن به قليل من نرجسية و هو جيشنا ، لمن به كثير من الصوفية و الانتماء المجتمعي .
ان تغضب من احد قادة الجيش لا يعنى ان اللعنة تنصب على الجيش بل على ذاك أو تلكم الزمرة من القادة .
فمن يوقعون على عقد للموت من اجلك لا يستحقون إلا أن يُبجّلوا حتى و ان حاد بعضهم عن الهدف بغرض المنفعة الدنيوية أو الخوف عند الامتحان .
من يحيدون عن هدفهم يسببون الاذى لاخوانهم اولاً و أمتهم تالياً فتخاذلهم هنا يعنى الموت . فلندعوا لمن رجف قلبه ، وهو من طباع البشر ، بالثبات و الرحمة و ندعوا على من حاد لمنفعةٍ قصدها أو خيانة طُبع بها ، و العياذ بالله، بالبعد من رحمة ربه.

فى هذه الحرب اللعينة فقد الشعب السودانى خيرة أبطاله و ما زال و كلنا نعلمهم جمعا و لكن بعضهم نعلمهم خصّا ، فمنهم الأب و الابن و الزوج و الأخ و الصديق و لن نذكرهم إلا أبطالاً ضحوا متهللين بارواحهم لبقائنا احياء .
لكن ان نفقد بعض منهم غدراً فذاك أمر أخر ، لا مسمىً له إلا ألم الغدر ألذى لن يبرح المخيلة حتى نلحق بهم .
لقد تميزت هذه الحرب بصفة لم تطلق على اى من الحروب التى سبقت فى تاريخ البشرية و هى صفة الغدر ، فهى ” حرب الغدر” بامتياز .
فى تاريخ البشرية هناك عدد لا يحصى من الانقلابات العسكرية التى حدثت بغرض الاستئثار بالسلطة و لكن فى كل مرة يفشل انقلاب عسكرى يعود المنقلبون لجادة صوابهم فإما يهربون أو يستسلمون و يظل الأمر محصوراً فى مؤسستهم العسكرية و لكن هذه المحاولة تحولت بفعل قادتها إلى حرب قبلية كونية طابعها الغدر و الخيانة ، فغدروا بإخوانهم فى المؤسسة الأم التى تفاخروا بالانتماء لها فى يوم من الأيام ، غدروا بجيرانهم فى الأحياء التى سكنوها ، غدروا بشعبهم ألذى حملوا اسمه و غدروا بارضهم التى نهلوا من خيراتها .
من يسأل عمن ابتدر الحرب فلينظر للواء الشهيد يسن إبراهيم عبدالغني و كيف اقتاده من كان جاراً له من منزله و اعتقله لشهور طوال و عذبه لشهور طوال و قتله فى شهور طوال و غيره كثر من جيرانه الشهداء الذين سيذكرهم التاريخ شهداء غدر و خيانة من بنى جلدتهم و مرتزقتهم الذين أتوا بهم من اصقاع الأرض و صحاريها الرمضاء .

يسن دخل الجيش قناعةً و عمل من اجل السودان و السودانيين حباً ، تنقل فى دروبه طاعةً و أستشهد مؤمناً و لو قدر له ان يحارب لحارب بطلاً و مثله كثر فى الجيش ، بل كل الجيش ألذى يعتذر لمواطنيه عند الملمات دون غضب و لا يتعذر بالمذمات. هؤلاء هم جنودنا حماهم الله و رعاهم و أمدهم بمدد من عنده إذا قلّ المدد .

إنها ” حرب الغدر و الخيانة ” فلن ينتصر فيها إلا من ربط الله على قلبه و لن يبقى منها إلا السودان و السودانيون و هم الأجدر بالنصر و الأحق بالأرض . اليوم للأرض و غداً لنا و كلاهما لا مكان فيهما لمن غدر و نحن أعلم به و التاريخ سيكتبه بأحمر قانى و سيذكره كنهر روى بلد عظيم عظم الشعب السودانى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى