مقالات الرأي
أخر الأخبار

الوضع السياسي في السودان: أزمة الوعي والحاجة للتغيير *✍🏿…. زكي شيكو*

الوضع السياسي في السودان: أزمة الوعي والحاجة للتغيير
*✍🏿…. زكي شيكو*
إن الوضع الحالي في السودان يعكس إحباطات كثيرة، خاصة فيما يتعلق بأداء النخب السياسية. فقد شهدت البلاد تحولات عميقة أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين. ومع تنامي الوعي بين الناس، أصبح من الواضح تزايد المخاوف من عدم وجود رؤية استراتيجية لدى القادة. يبدو أن الأمل في التحول الديمقراطي يتلاشى مع تفشي الفساد والانشغال بالمصالح الفردية. في ظل هذه التحديات، يتساءل الجميع: إلى أين يتجه السودان؟
إدراك المواطنين العاديين لحجم التحديات
لقد أصبح المواطنون العاديون أكثر وعياً واستيعاباً لحجم التحديات التي يواجهها الوطن. تظهر الدراسات أن الشعور بالمسؤولية الوطنية قد ازداد بشكل ملحوظ بين الشباب. ترى الأجيال الجديدة أنها على عاتقها واجب الضغط من أجل التغيير وتبني القضايا الاجتماعية. هذا الإدراك يعكس نضجاً سياسياً قد يكون حاسماً في المستقبل. يشير هذا الأمر إلى وجود آمال جديدة في قدرة الشعب على تشكيل مسار البلاد.
غياب الجدية والوطنية لدى النخب السياسية
يبدو أن بعض السياسيين يستمرون في ممارساتهم التي تفتقر إلى الجدية والوطنية. تخضع القرارات لأهواء شخصية بدلاً من كونها مبنية على مصالح الشعب. هذا السلوك يعكس تراجعاً كبيراً في القيم السياسية والاجتماعية التي كانت تشكل العمود الفقري للدولة. تتسبب هذه العقليات في زيادة تعقيد الأزمة، مما يجعل البحث عن الحلول أمراً معقداً. نتيجة لذلك، يشعر المواطنون بالإحباط من القيادات الحالية.
الحاجة لقادة وطنيين يتمتعون بالوعي
ما تحتاجه السودان في هذه المرحلة هو قادة يتمتعون بالوعي الوطني العميق. يجب أن يكون هؤلاء القادة قادرين على تجاوز الصغائر والمصالح الشخصية لتحقيق مصالح الشعب والوطن. ومع ذلك، في ظل غياب هذه النوعية من القيادات، تظل الأوضاع كما هي، بل وقد تسوء أكثر. يتطلب الأمر من المجتمع المدني أن يدعو إلى نوع مختلف من القيادة. ويجب أن نكون جميعاً جزءاً من هذا التغيير المنشود.
دور المواطن في الدفع نحو التغيير الإيجابي
لكن يجب ألا نفقد الأمل، فالتغيير يبدأ دائماً من القاعدة. ربما مع مرور الوقت، يصبح الصوت العقلاني للمواطن العادي هو القوة الدافعة للتغيير الإيجابي. يُظهر التاريخ أن المواطنين القادرين على التنظيم والتعبير عن مطالبهم يمكن أن يغيروا مسار الأحداث. لا بد أن يتعلم الجميع من تجاربهم السابقة، ويبدأوا من جديد في نضالهم من أجل وطنهم. الأمل حاضر، والتغيير ممكن إذا توحدت الجهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى