مقالات الرأي

عندما يموت الضمير الإنساني: صرخة من أجل أطفال جنوب كردفان* ✍🏿….. زكي شيكو

*عندما يموت الضمير الإنساني: صرخة من أجل أطفال جنوب كردفان*
✍🏿….. زكي شيكو
معاناة أطفال جنوب كردفان بسبب سوء التغذية تمثل مأساة إنسانية يجب أن يتحرك الجميع للتصدي لها. فالأطفال الذين يموتون يوميًا نتيجة لنقص الغذاء والرعاية الصحية يُظهرون لنا حجم الكارثة التي نعيشها في صمت. يُقدر أن معدل الوفيات بسبب سوء التغذية يصل إلى 5 إلى 7 أطفال يوميًا، وهذا رقم مروع يعكس فشل النظام في توفير احتياجاتهم الأساسية. يجب أن تكون هذه الأرقام بمثابة جرس إنذار للمسؤولين الذين يغضون الطرف عن هذه الأزمة. هؤلاء الأطفال لا يتحدثون بلغة السياسة، بل هم أمانة في أعناقنا جميعًا.
الإحصائيات المتزايدة لوفاة الأطفال يوميًا
تشير الإحصائيات إلى أن الوضع يتفاقم يومًا بعد يوم. فقد شهدت منطقة كادقلي والدلنج ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً. يكتفى هؤلاء الأطفال بوجبات قليلة الجودة، مما يضع حياتهم في خطر دائم. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات إحصائية، بل هي حقائق مؤلمة تعكس معاناة آلاف الأسر. مع كل طفل يموت، تموت أحلام وأمال أسر بأكملها.
مسؤولية السلطات الحاكمة تجاه هؤلاء الأطفال
يتحمل المسؤولون في ولاية جنوب كردفان مسؤولية عظيمة تجاه هؤلاء الأطفال. في الوقت الذي يتمتع فيه البعض بالسلطة والنفوذ، يُنكر على المواطنين أبسط حقوقهم في الحياة. كيف يمكن للسلطات أن تترك الأطفال يموتون جوعًا بينما هم في مقاعد الحكم؟ يجب أن يسأل هؤلاء أنفسهم: ماذا قدموا لمجتمعهم؟ هذه المسؤولية تتطلب منهم العمل على توفير المعونة اللازمة والإغاثة. دون هذا الالتزام، سيكون من الصعب تحسين الظروف المعيشية.
ضمير المسؤولين وتأثيره على القرارات السياسية
لا يمكن تحقيق التغيير دون وجود ضمير حي لدى أولئك الذين يتخذون القرارات. إن غياب الإنسانية في سياساتهم ينعكس بشكل مباشر على حياة الكثيرين. يلزم أن يدرك كل مسؤول أن القدرات الحقيقية للحكم تتجلى في تقديم العون للمحتاجين. قد يكون ذلك بمثابة تحدٍّ لهؤلاء الذين يتمسكون بمناصبهم دون تفكير. عليهم أن يتذكروا أن كل روح طفل تُفقد هي مسؤولية مشتركة، وأن الزمن لا ينتظر أحدًا.
دعوة للاستقالة والي ولاية جنوب كردفان لمن لا يهتم بمعاناة الشعب
إذا كانت قلوب المسؤولين لا تعبير عن الإنسانية، فإن الاستقالة هي الحل الوحيد. إن الرؤية الكئيبة التي يعيشها الأطفال تتطلب شجاعة من أصحاب المراكز القوية. يجب أن يتحرك هؤلاء لاتخاذ خطوات عملية وسريعة لإنقاذ الأرواح البريئة. إن كل يوم يمر دون تحرك يعني المزيد من المعاناة والمزيد من الأرواح التي تُفقد. على والي ولاية جنوب كردفان أن يتحمل مسؤوليته ويضع مصلحة الشعب أولاً، قبل أن يصبح جزءًا من الماضي.
نداء لإنقاذ الأرواح البريئة قبل فوات الأوان
علينا جميعًا أن نتحد ونرفع أصواتنا من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال. فنحن جميعًا جزء من هذه المعاناة، ولا يمكننا الاستمرار في تجاهلها. كل واحد منا لديه دور يلعبه في إحداث تغيير حقيقي. دعونا نُظهر للعالم أن ضميرنا لا يزال حيًا، وأننا نستطيع العمل من أجل خلق عالم أفضل. إذا لم نبادر الآن، فمتى سيحدث ذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى