
اشراقات
انتصار جعفر
اشراقات ..وانتصارات السودان
عندما تشتد المحن وتأتي المصائب تعرف معادن الناس من خلال المواقف التي تفرق بينهم فمنهم من ينسحب من المشهد تماما وآخر يقعد (فراجا)…يكتفي بالمشاهدة فقط والصنف الثالث يجاهر عديل بالعداء وينضم إلى سفينة الخونة والعملاء والمرتزقه التي اغرقت سفينتهم في وحل أعظم واقبح جريمة و خيانة وهي خيانة الوطن التي تعني خيانة الأهل والاحباب وخسران الذات ..أما الرابع منهم فهم أهل العزة والشموخ والكرامة والثبات على المبدأ والعطاءالسخيء والكرم الفياض .. وهنا بيت القصيد حيث انتظمت( تكايا ) .. لإطعام الأسر في مختلف ولايات البلاد بالجهد الشعبي والعون الذاتي من نفر كرام ورثوا الشهامة والكرم من الأجداد فهو عرف أسري اجتماعي متسلسل و متغلغل في أوصال مجتمعنا السمح صاحب السيادة والريادة في هذا المضمار ..فهو السباق لمثل هذه المنافسات الشريفة.
كشفت هذة الحرب اللعينة أصالة وجسارة السودانيين في التوادد والتراحم ومدي المحبة التي تحيط بسياج الترابط الوجداني الذي ظل عصيا على الجنجويد الأوباش من اقتحامه ..بل كل جرائم مليشيا آل دقلو المجرمة الغير انسانية والتي يندى لها الجبين
ما زادتهم الا اصرارا على التماسك وزادت من قوة اللحمة الاجتماعية ..وثبت للتاريخ بأن شعب السودان شعب معلم يقود الرسن بشرف الطباع وعظيم الصلات الطيبة.
افرزت الحرب اللعينة المفروضة على الشعب السوداني المغلوب على أمره وذاق ويلات القتل والتشرد والاغتصاب والسرقة والنهب والدمار الشامل لكل شيء جميل له..افزرت محاسن الاخلاق وكريم الأصل والفصل فكانت التبرعات تنهال لبيوت( التكايا )من كل حدب وصوب جماعات وزرافات من داخل الوطن الحبيب ومن مختلف دول المهجر فكان للأخوة المغتربين القدح المعلي في التبرعات ومن قبل ذلك برعاية أسرهم والصرف عليهم فكانوا المنبع الوحيد لهم فلم يألوا جهدا في ذلك وهم الأكثر شوقا لتراب الوطن والأهل والاحباب فزادت من معاناتهم غربة وشجن.. والتي صور حالهم الهرم الفنان عثمان حسين طيب الله ثراه ..في رائعته:
كل طائر مرتحل عبر البحر
حملتوا أشواقي الدفيقة
ليك ياحبيبي ولي الوطن وللاهل ولترابوا .
بجانب وطن جريح وأسر متفرقة في مختلف الولايات أو خارج البلاد .
ستظل اشراقات السودان مضئية في كافة نواحي الحياة انتصارا عسكريا بهيجا في كافة محاور القتال..وفي كل جزء من معركة الكرامة يثبت الجيش بأنه فعلا (جيش الهنا).. يلقن العدو دورس في فنون القتال العسكري .. بجانب القوات المشتركة التي تقبع وبشدة في المقدمة دون أن تتزحزح كأنها تقول انها على الدوام (فوق) .. وقوات الشرطة التي جافت عيونها النوم فصارت ساهرة علي حراسة أمن وسلامة المواطن ..وقوات الأمن وهيئة العمليات ..التي جعلت ألسن العدو تستعيذ منها بدلا من الشيطان الرجيم (ورتهم الجن الكلكي ده علي اصوله) .. وكتائب البراء بن مالك الأشد شكيمة وشراسة لأنهم براؤون يارسول الله وكفى …والمستنفرون وكتائب الإسناد الشعبي العريض والالتفاف حول الجيش من كافة القبائل التي انصهرت في بوتقة الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون ..وكل الحناجر تردد وبعزم أكيد:
(جيش واحد.. شعب واحد)..
وفي البساط الأخضر لم يخذل صقور الجديان الشعب في استمرار الفرح الذي لم يغادر دواخلنا هذه الأيام المباركة بانتصارات الجيش البهيجة حينما غازلت اهداف منتخب السودان شباك غانا صاحبة النجوم السوداء والتي لها صولات وجولات في عالم المستديرة.
إنه السودان إرث عظيم وموقع الحضارة والجسارة. .
إشراقة أخيرة
النون تنتصر
تم اختيار أخصائية النساء والتوليد الدكتور صفاء علي زوجة المدرب القومي الكابتن محمد عبدالله مازدا من قبل مجموعة الـ BBC..ضمن أفضل مئة امرأة مؤثرة في العالم ولأنها ظلت تعمل في مستشفيات امدرمان منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة تحت القصف والدانات بالرغم من خروج أسرتها إلى مصر ..
كما نحجت الكابتن اوفيليا يوسف عبد الجليل في أن تكون أول سودانية تعمل في شركة طيران أمريكية SOuthwest.فهي كابتن على البوينغ737 .. بينما كانت الكابتن حاجة عثمان تقود الطائرات التجارية والبوينغ747 كأول سودانية تجوب فضاءات الدول العربية قائدة لطائرة.
ونصر من الله وفتح قريب
.