المسيرية والرزيقات… حرب البسوس …. قاسم فرحنا …

المسيرية والرزيقات… حرب البسوس
….
قاسم فرحنا
…
حينما اندلعت حرب البسوس بين البكريين والتغلبيين بين ابناء العمومة بسبب جساس بن مرة بن زهل الذي اغتال بسهمه غدرا بن عمه (لبيد) بن ربيعة المكنى ب(كليب) فشلت معها كل مساع عرب الجاهلية في نزع فتيلها الأمر الذي ادى لاستمرارها لاكثر من 40 عاما وهي حرب اشتعلت بسبب (ناقة) لكنها افنت ابناء العمومة وحصدت قياداتهم.. وكان المهلهل بن ربيعة المعروف ب(الزير) سالم يوقد الحرب كلما أطفأتها جهود الرافضين لها…
وما يحدث الان بين المسيرية والرزيقات (الماهرية) داخل مليشيا التمرد من توترات نتيجة لتصفية القائد المسيري (جلحة) ينذر بكارثة ستظل اثارها ممتدة بامتداد التاريخ…
جلحة لم يكن له تأثير ميداني واضح وكان يتحدث بلسان المعتوهين فيطلق التصريحات دون وازع ولا حتى دبلوماسية ولكنه صنع لنفسه مكانة في الدعم السريع الذي كان اشبه بوكر يضم المجرمين وقطاعي الطرق والمشردين والسكارى وفاقدي السند … شغل (جلحة) الميديا في حياته وموته ووقع خبر تصفيته من قبل (الماهرية) على ابناء جلدته داخل اوكار التمرد كالصاعقة وادمى قلوبهم وهيأهم للثار من ابناء عمومتهم في واقعة أشبه بواقعة المهلهل بن ربيعة الذي انتقم لاخيه (كليب) من بني بكر ابان حرب البسوس التي قضت على كل شي….
المسيرية وعموم قبائل البقارة بالدعم السريع سيحزمون امتعة المغادرة عن صفوف المليشيا وربما اعلنو تسليم انفسهم للجيش نكاية في ماهرية (الرزيقات) صفوة الدعامة الذين كانوا يعتمدون على تقدم المسيرية في جبهات القتال بينما يقبعون هم خلف الصفوف يتركون سواهم يواجه الموت ومن يتزحزح تحصده نيران الغدر …
مواجهات تدور في شرق النيل وانسحابات بالجملة لأولاد (مسير) من صفوف الجنجويد الأمر الذي سيترك فراغا عريضا قد يعجل بفناء المليشيا وهذا ما نتمناه وقد ينتقل مسرح المواجهات الى غرب كردفان معقل حواضن الهالك (جلحة) وربما اعلن ابناء قبيلته الخروج عن الدعم السريع واعلان قوة متمردة جديدة ترضى بأي اتفاق مع الجيش الذي يتهيا للانقضاض على أمروابة والرهد ابو دكنة وجبل أبو الغر ومن بعدها الدبيبات وابو زبد… وقد يعجل متحرك (الصياد) باطلاق رصاصة الرحمة على المليشيا في شمال كردفان…
على كل الحرب في نهاياتها والجيش يقترب من اسدال الستار على مسرح على الكرامة وكتابة (مانشيت) الانتصار واعلان السودان خال من التمرد وهذا بات قريبا وفك الاختناق عن الابيض حاضرة (كردفان) سيحولها لقاعدة حربية كبيرة تنطلق منها عمليات تحرير دارفور وهذا لن يستغرق وقتا طويلا باعتبار ان المليشيا تفتقد للقيادة والتخطيط وتدخل مرحلة الانهيار العصبي لما تشهده من خيبة وانكسار… مهمة الجيش تبدو ساهلة اكثر من اي وقت مضى وستعجل حرب البسوس يفكفكة المليشيا وانهيارها..