مقالات الرأي

معتمدية اللاجئين الماضي والحاضر والمستقبل

معتمدية اللاجئين الماضي والحاضر والمستقبل

في أواخر الستينيات من القرن الماضي لجأ خمسة آلاف زائيري إلى جمهورية السودان صاحبة التاريخ الناصع في مجال اللجوء واللاجئين الذين رسموا لوحةً في الإنسانية وهم يقتسمون مسكنهم وملبسهم ومأكلهم مع من لاذوا بهم في أوقات عصيبة، وضعوا بصمتهم فوثّقت مفوضية اللأمم المتحدة بجميع وكالاتها وسجّلت مواقف للتاريخ ظلّت محفورة في أذهان الجميع.
يُعتبر السودان من أوائل الدول الإفريقية الموقّعة على إتفاقية جنيف 1951 والبرتكول الإطارئ 1967، فكانت معتمدية اللاجئين حاضرة منذ أن كانت مكتباً صغيراً في وزارة الداخلية، وفي العام 1974 سنّت الدولة قانوناً يخدم قضايا اللاجئين، ونسبة للظروف التي تعيشها القارة الإفريقية من النزاعات والحروب والمجاعة أصبح السودان مُستقبِلاً لأعداد ضخمة جداً من اللاجئين بحدوده الشاسعة، فإنتشرت المعسكرات بولايات القضارف وكسلا.
تعاملت معتمدية اللاجئين مع أزمات اللجوء المستمرة بمهنية عالية شهدت بها المنظمة المختصة فكانت معسكرات سالمين و ود كولي وأب رخم والشقرابات، والطنيبدبة وأم راكوبة (ما قبل إغلاقهما) والبلاد تشهد موجات عالية من الفأرين فينتظرهم موظفوا المعتمدية في مراكز الإستقبال والإدارات المختصة تُخطط فكانت مدرسة المرحوم ( حسن محمد عثمان ) والقائمة تطول فإمتدت المعسكرات بغربنا الحبيب وولاية النيل الأبيض والأزرق والسوكي سابقاً، موجات تلو الأُخر والدولة فاتحة أبوابها مشرعة ومعتمدية اللاجئين تنتشر خدمةً للذين إستجاروا من ويلات الحروب والجوع والصراعات. أعادت المعتمدية التاريخ من أوسع أبوابه وهي تعيد ذاكرة الوحل والخريف والوابورات تقطر السيارات في معسكرات شرق السودان، فكانت معتمدية اللاجئين قدر التحدي فأستقبلت اللاجئين الإثيوبيين وأعادت فتح معسكرات ( الطنيدبه، أم راكوبة ) ومعسكر بابكري فس محلية باسندة بولاية القضارف بعد حرب التقراي نوفمبر 2020.
تسير إدارة اللاجئين مسنودة بوزارة الداخلية في تقديم واجبها القانوني والإنساني تُجاه اللاجئين، وبرغم الظروف الإستثنائية التي تعيشها البلاد إلاّ أنّ أبوابها مشرعة لكل من إلتجأ للسودان البلد المضياف صاحب التاريخ الناصع في الإنسانية وإحترام القوانين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى