على حافة الوطن (٤) | حين يشكو عقار من الفساد، فمن لنا بعده؟ بقلم حياه حمد اليونسابي

على حافة الوطن (٤) | حين يشكو عقار من الفساد، فمن لنا بعده؟
بورتسودان/ Savior media 24
حياه حمد اليونسابي
عندما يشكو مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، من تغوّل الفساد، فاعلم أن المرض لم يعد تحت الجلد، بل صار في العظم. وإذا كان البرهان، رئيس المجلس ذاته، يعاني من تغول الوساطات في الخدمة المدنية، فمن يُفترض أن ينقذ السفينة إذن؟ ومن لنا بعدهم؟
نسمع عن موظف في وزارة اشترى شقتين في القاهرة، وأخرى في تركيا، وامتلك قطع أراضٍ ببورتسودان، بلا حساب ولا مساءلة. ونُفاجأ بأن وزيراً عيّن جدته، لا لأنها خبيرة، بل لأنها “قريبة”. فيما تتردد في أروقة الوزارات أخبار عن صراع بين عضو في السيادي ووزير “لا يلين”، فقط لأنه رفض إعادة تعيين قريب متقاعد.
وما خفي أعظم، حين نعلم أن أحد كبار المسؤولين “قاتل” بضراوة، لا من أجل مشروع تنموي أو دعم للنازحين، بل فقط ليمنح ابن أخته المقيم بالسعودية فرصة تصميم شعارات “حدث وطني مهم جداً”.
إذا كان من نُعول عليهم في محاربة الفساد، يعترفون به، ويتألمون منه، فكيف الحال بمن لا يرونه أصلاً؟ من ينكرونه أو يحمونه؟
نحن على حافة وطن منهك، نحتاج لا إلى خطابات جديدة، بل إلى شجاعة تُفكك شبكة الفساد، لا تجاملها. إلى قادة لا يكتفون بالدهشة من الانهيار، بل يضعون أيديهم في عمق الجرح، ويبدأون بالخياطة من الداخل.