ما بين صبر السودان وصفاقة الإمارات آن الأوان لوضع حد لعدوان يتخفّى خلف المال والادعاءات الإنسانية منبر_الكلمة جلال الجاك أدول

ما بين صبر السودان وصفاقة الإمارات
آن الأوان لوضع حد لعدوان يتخفّى خلف المال والادعاءات الإنسانية
منبر_الكلمة
جلال الجاك أدول
أخيراً، وبعد طول صبر وضبط نفس يكاد يُحسب علينا ضعفاً، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قراره التاريخي اعتبار دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عدوان، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وسحب السفارة والقنصلية السودانية.
قرار تأخر كثيراً. فالإمارات التي تتغنّى بشعارات دعم السلام لم تتوقف يوماً عن صبّ الزيت على نار الحرب في السودان. سلاح، تمويل، دعم مباشر لقوى الخراب، وتدخل وقح في الشأن الوطني كأننا لا نملك إرادتنا.
لقد مارست الإمارات عدوانها علينا بوجه مكشوف، وتجاهلنا مراراً، ظناً منا أن الأشقاء لا يطعنون في الظهر. ولكنها فعلت، وكررت، واستمرأت ذلك.
السودان، الذي يستند اليوم إلى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه، وعن شعبه، وعن قراره الوطني الذي حاول البعض ابتلاعه بمكر وتآمر.
نحن لا نُعادي لمجرد العداء، ولا نغلق الأبواب بلا سبب، لكن ما فعلته الإمارات تجاوز كل الخطوط تدخلات مباشرة، دعمها لمليشيات الدعم السريع ، تخريب ممنهج، وتدمير لبنية الدولة. فبأي وجه تتحدث أبوظبي عن السلام والاستقرار؟
هل تظنّ أن أموالها تشتري سكوتنا؟ أو أن السودان وطن بلا ذاكرة؟
لقد طفح الكيل.
نقولها اليوم لا بصوت العقل وحده، بل بصوت الغضب المشروع السودان لن يُدار من الخارج، ولن يكون حديقة خلفية لأحد، ولن يقبل بعد اليوم بالسكوت عن من يدّعي الأخوة وهو يغرس الخناجر في الخاصرة.
فليعلم الجميع:السودان، وإن تأخّر، لا ينسى. وإن صبر، لا يفرّط. وإن نهض، لا يلين.
أدام الله السودان حُرّاً، مستقلاً، ومرفوع الهامة.