على حافة الوطن (٩) | عبدالرحمن شرفي… السفير الذي خذل البلاد ووقف في صفّ من يضربها بقلم حياه حمد اليونسابي

على حافة الوطن (٩) |
عبدالرحمن شرفي… السفير الذي خذل البلاد ووقف في صفّ من يضربها
بورتسودان/ savior media 24
حياه حمد اليونسابي
حين تصبح الخرائط رمادية، ويصبح السلاح القادم من الجوار واضحًا كالشمس، لا يبقى للدبلوماسية سوى أن تختار: إما أن تكون ظلًّا للسيادة، أو خنجرًا في خاصرتها.
عبدالرحمن شرفي، السفير السوداني لدى الإمارات، اختار أن يبقى حيث يجب أن يُرحل، وأن يمثل السودان من داخل دولة أعلنتها مؤسسات البلاد، صراحةً، دولة عدوان. لا فقط بالبندقية والدرون، بل بنهب الذهب، وتمويل التمرد، وتقويض وحدة الوطن.
في اللحظة التي كان يجب أن يُطوى فيها العلم السوداني في أبوظبي كبيان رفضٍ واحتجاج، اختار شرفي أن يبقيه مرفوعًا… لا فخرًا، بل خضوعًا. رفض تنفيذ قرار مجلس الأمن والدفاع بقطع العلاقات وسحب البعثة. قال إن الجهات التي أصدرته لا تمثّل الشعب، متناسيًا أن الدم النازف في الخرطوم والميناء والمتحف، لا يحتاج إلى اعتراف دبلوماسي كي يكون حقيقياً.
“من خان حياً ما استقام له مقامُ
ولو لبس الوقارَ وتوّجته العمائمُ”
عبدالرحمن شرفي لم يقف متفرجاً فقط، بل انحاز بوضوح للصفّ الآخر. صفّ من يموّل الخراب، ويعبث بحدودنا، ويحتضن قادة تمردٍ يغمسون أياديهم في دم الوطن ثم يغسلونها بالنفط الإماراتي.
لم يكن حيادًا… بل تموضعًا صريحًا في حضن الممول، لا في خندق الكرامة.
“قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدةٌ وجهادُ”
لكنه لم يقف… بل جلس. وأدار ظهره لتاريخ طويل من النضال والمواقف، وفضّل أن يكون “ممثلاً” في دولة لا ترى في السودان سوى حديقة خلفية لتصفية حساباتها، ونهب موارده، وتفكيك جيشه.
على الحافة نكتب:
الخيانة لا تحتاج لبيان… يكفي أن تصمت حين ينطق الوطن.
ويكفي أن تُمثل البلاد في عاصمة تموّل من يفتك بها.
ويكفي أن يكون اسمك عبدالرحمن… ولا علاقة لك بالرحمة، ولا بالوطن.
“إذا خان سفيرك… فاستدعِ التاريخ، لا الخارجية.”