مقالات الرأي
أخر الأخبار

*إتجاهات..بابكر بشير* *الدبيبات.. هزيمة إستراتيجية الرُغاليّون*

*إتجاهات..بابكر بشير*

*الدبيبات.. هزيمة إستراتيجية الرُغاليّون*

*إذا كان أعظم و أخطر الخيانات العسكرية و السياسية للشعوب الإسلامية في التاريخ الإنساني، منذ تاريخ قبل الميلاد إلى يومنا هذا مسجل باسم “أبو رُغال” الذي ساعد جيش “أبرهة” للوصول إلى مكة من أجل هدمها.

فإن خيانة الدعم السريع
للوطن و الشعب و من ساندهم، أكبر و أعظم خيانة يشهدها التأريخ الإنساني. ليس لأنهم تعدوا كل القواعد الإنسانية و الأعراف الدولية في الحروب، التى تسعي لإحترام كرامة الإنسان و حياته، والمعاملة الإنسانية له و حماية المدنيين و حظر مهاجمة أهدافهم و تجنب التسبب في خسائر مفرطة أو الإضرار بهم. أو لأنهم إنقلبوا على الإناء الذي شربوا و إقتادوا منه ثم ولغوا فيه.

بل لأنهم حادوا الله و رسوله في المقام الأول قبل أن يحادوا الشعب و الوطن، بإرتكابهم الفظائع و الأفعال الشنيعة الذي لا أنزل الله به من سلطان، ضد البلاد و إنسانه، جرائم تزكم الأنوف و تسد الآذان ضد المواطنين المدنيين العُزل. سعوا بكل ما أوتي لهم من قوى بربرية على تدمير و تدنيس إقتصاده بالنهب و السلب و التخريب، كما سعوا نحو تغيير “بنيويته” الثقافية و الإجتماعية من خلال مشروع عنصري “نتن” سمي تغيير دولة ال ٥٦ بدولة العطاوة.

إن إستعادة الجيش لمدينة الدبيبات تعني هزيمة مشروع الرغاليّون الجدد.
فالدبيبات ليست تعني – فقط – رئاسة محلية او مدينة عادية، بل لها رمزيتها الدلالية و الجوهرية من الناحية الجيو سياسية واقتصادية وإجتماعية، إذ يمثل موقعها الجغرافي و مكونها المجتمعي بعُداً إستراتيجياً مهماً للدولة.
وهي تعتبر بوابة ولاية جنوب كردفان من الجهة الشمالية إذ تربط أقاليم كردفان الكبرى بمدن و ولايات الشمال و الغرب و الجنوب بشبكة طرق برية وسكك حديدية. علاوةً على أنها بها أكبر سوق للمواشي في البلاد “سوق الحاجز” جنوبي المدينة على نحو بضع كيلو مترات. كما أنها تقع على مرمى حجر من مدينة الدلنج ذات الأهمية العسكرية و السياسية للحكومة و الحركة الشعبية الداعمة للرغاليّون ، كما أنها على بُعد كليو مترات قلائل من مدينة ابو زبد المغتصبة من قبل الأوباش، كما تعد حلقة وصل و شريان نابض بين عواصم كردفان الكبرى “الأبيض، كادقلي، الفولة”
و الدبيبات – بهذه الميزة الحيوية – تشكل أهمية إستراتيجية قصوي لجميع الأطراف خاصة “المتمردين” بإعتبارها تعد نقطة إمداد عسكري و لوجستي رئيس بين أقاليم كردفان و دارفور.
و بتحريرها يعني إلقاء عبء عملياتي لوجستي على المليشيا و مضاعفة الخناق عليهم، و بإستعادتها يكون الجيش قد هزم إستراتيجيتهم و خططهم “الخبيثة” الرامية نحو خنق الحكومة و عزلها عسكرياً و سياسياً عن ولايات الغرب وفق أجندة العطاوة المزعومة.
و بإستعادتها قطعت الحكومة الطريق على تأسيس دولة الرُغاليّون الإفتراضية. كما نجحت في فك الحصار المضروب على نحو عامين على المدنيين بمحافظة الدلنج و كادقلي عاصمة جنوب كردفان. فهنيئاً للجيش و الشعب معاً، لوقفتهم الصلبة ضد مؤامرات قوى الإستكبار و الإستبداد الإقليمي و الدولي و المحلي.

سطر أخير – إن كان لجنوب كردفان قضية عادلة – فليس تحقيقها بأيدى هؤلاء، فشعبها أوعى و أدرى بقضيتها من سماسرة السوق السياسي السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى