مقالات الرأي
أخر الأخبار

*أبطال خلف الكواليس: جنود مجهولون في خدمة ضيوف الرحمن*

*أبطال خلف الكواليس: جنود مجهولون في خدمة ضيوف الرحمن*

*مكة المكرمة عماد الدين محمد

في خضم أجواء الحج، حيث تتوجه أنظار العالم إلى مكة المكرمة، هناك رجال ونساء يعملون بلا كلل، بعيدًا عن الأضواء، لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن. هؤلاء الجنود المجهولون لا تُذكر أسماؤهم في الأخبار ولا تُسلط عليهم الأضواء، لكن أعمالهم تتحدث عنهم، وخدمتهم للحجاج شاهدة على إخلاصهم وتفانيهم.

من بين هؤلاء الجنود، نجد السائق يوسف عبدالرحيم العركي، الذي رافق الفريق الإعلامي طوال شهر كامل أو أكثر، مقدِّمًا خدماته بروح عالية من المسؤولية والتفاني، إلى جانب حسن خلقه وتواضعه الذي ترك أثرًا طيبًا في نفوس من تعاملوا معه. وكذلك، نجد نجم الدين يوسف ورفاقه في مكتب استقبال الحجاج، الذين ظلوا يعملون حتى ساعات الفجر الأخيرة، يسهرون على راحة القادمين، يوجهونهم ويساعدونهم، غير عابئين بالإرهاق والتعب.

لكن الجهود لا تتوقف عند هؤلاء الأفراد، فهناك منظومة كاملة تتضافر جهودها لضمان نجاح موسم الحج. أكثر من 40 جهة حكومية وخاصة تعمل بتناغم لتنظيم الحركة وتقديم الخدمات، بدءًا من فرق الأمن والإسعاف، وصولًا إلى العاملين في التغذية والنقل والتوجيه. ويبرز هنا دور مركز القيادة والسيطرة في مشعر منى، الذي يستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الحشود وإدارة التدفق البشري، مما يسهم في تفادي الازدحام وضمان سلامة الجميع.

هذه الجهود الجبارة تُبذل بصمت، دون انتظار إشادة أو تصفيق، فخدمة الحجيج هي غاية سامية يسعى إليها كل من يعمل في هذا المجال. هؤلاء الجنود لا يعرفهم الناس، لكن الله يعرفهم، ويرى سهرهم وتعبهم، ويجازيهم خيرًا على تفانيهم وإخلاصهم. في كل عام، تتجدد قصص التضحية والعطاء، لتثبت أن رحلة الحج ليست مجرد أداء مناسك، بل تجربة إنسانية عظيمة تُجسِّد معاني التكافل والتضامن بين البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى