
همس البوادي
عمالة الأطفال: انتهاك للقانون واضطهاد للطفولة
سعاد سلامة
في مشهد يتكرر يوميًا في الأسواق والورش وعلى الأرصفة يقف الأطفال لا كطلاب علم أو هواة لعب بل كأيدٍ عاملة مكدودة تحمل أثقالًا لا تليق بأعمارهم الغضة، ولا بأحلامهم التي وُئدت قبل أن تولد. عمالة الأطفال لم تعد مجرد ظاهرة اجتماعية، بل باتت جريمة مكتملة الأركان بحق الطفولة، ومخالفة صريحة للقوانين المحلية والمواثيق الدولية التي تجرم تشغيل من هم دون السن القانونية.
وفي الثالث عشر من يونيو الجاري مرّ علينا اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال وهي مناسبة عالمية جديرة بأن تُقرع فيها أجراس التنبيه. وقد احتفل بهذه المناسبة المجلس القومي لرعاية الطفولة مجددًا دعوته إلى ضرورة حماية الأطفال من أشكال الاستغلال كافة ومؤكدًا التزامه بالدفاع عن حقوقهم في التعليم والحماية والنماء.
ورغم وضوح القوانين التي تحظر عمالة الأطفال إلا أن التطبيق غالبًا ما يكون هشًا أو غائبًا تمامًا، في ظل أوضاع اقتصادية ضاغطةوتفكك اجتماعي يدفع بالأسر إلى الزج بأبنائها في سوق العمل المبكر بحثًا عن لقمة العيش لكن هل تسوغ الحاجة انتهاك الكرامة؟ وهل تعفي الظروف القاسية المجتمع من مسؤوليته تجاه أطفاله؟
تتعدد صور الاستغلال من العمل في بيئات خطرة كالمناجم والورش والمصانع والمخابز إلى أعمال التسول والنقل اليدوي وغالبًا ما يُحرم هؤلاء الأطفال من حقهم الأصيل في التعليم، والرعاية واللعب بل ويواجهون إساءات نفسية وجسدية لا تُمحى آثارها بسهولة.
إن السكوت عن هذه الجريمة لا يقل فداحة عن ارتكابها. فالمجتمع بكل مكوناته من الدولة إلى الأسرة، ومن المدرسة إلى الإعلام مسؤول عن حماية الطفولة من التشويه والاستغلال. مطلوب تشريعات أكثر صرامة وآليات رقابة فعّالة إلى جانب برامج دعم للأسَر الفقيرة تقيها من دفع صغارها إلى هذا المصير المؤلم.
فاصلة؛؛
الطفولة ليست مرحلة للكدح بل لبناء الإنسان. وإذا ما استمر تجاهل هذه الكارثة الصامتة فإننا لا نخسر أطفالًا فقط بل نفقد جيلًا كاملًا يُفترض أن يكون أمل البلاد
اطفالنا فلذات اكبادنا هم زينة الحاضر وجمال المستقبل
اللهم أمنا في اوطا ننا