
*إتجاهات.. بابكر بشير*
*الرشيدHunderd: يكتب فصلاً جديدا من المجد الكروي*
عايشت من على البعد من أرض الكنانة قاهرة المعز عبر “الميديا” الأجواء الصاخبة و الأفراح الهادرة التي عمت جماهير حي ١٣١ بالمناقل، بمناسبة الإنجاز الكبير الذي حققه فريقهم نادي الرشيد الرياضي بالصعود الى مصاف الدرجة الثانية.
إنجاز طال انتظاره و أملٌ ظل يراود عشاقه سنوات عديدة حتى كُتب النجاح. لم يكن الطريق مفروشاً بالورود بل كان عنوانه الأبرز الصعوبات و التحديات، لكن العزيمة و الإصرار على بلوغ الهدف طوعت المستحيل و كل الممكن حتى تحقق هذا الإنجاز بقيادة إدارية واعية و مدركة و لاعبين مثابرين.
هذا الفريق تأسس في العام ١٩٨٧م، و منذ ذاك التاريخ ظل يُخرج عدداً من اللاعبين المتميزين لكثير من الأندية على المستوى المحلي و الولائي، كان شخصي ضمن الذين تشرفوا بإرتداء قميص هذا النادي العريق. علاوةً على أنه يعتبر الشقيق الأصغر لنادي النيل الرياضي ممثل المدينة و ولاية الجزيرة في الدوري التأهيلي المؤهل للدوري الممتاز المقام بولاية نهر النيل هذه الأيام، و بذا يعد فريق الرشيد احد الركائز الأساسية الداعمة لنادي النيل باللاعبين و السند الجماهيري.
هذا الصعود لا يمثل فقط إنجازاً رياضياً، بل تتويج لمسيرة تاريخية مرت بسلسلة من المنعرجات و المنعطفات و التحديات التي من بينها ندرة الموارد و شح الإمكانات. لكن إرادة اللاعبين و الجهاز الفني و الإدارة و روح الجماهير الوفية، مكنت الفريق من تخطي هذه المعضلات، من خلال التعاون و التكاتف و التخطيط السليم و الوقوف خلف الفريق بقلب رجلٍ واحد.. فكان الحلم هو الإرتقاء الي سلم المجد.
إنجاز جاء بعد موسم استثنائي قدم فيه اللاعبين اداءً بطولياً داخل المستطيل الأخضر اظهروا خلاله القتال و الندية و روح العزيمة و الإصرار و الإنضباط الفني العالي.
الرشيد ليس نادياً رياضياً فحسب، بل هو الجسد الذي يتنفس عبره مجتمع Hundred مربع (١٣١) “الثقافة و الفن و الأدب” حي عريق يضم مجموعة من الأساتذة و السياسين و الرياضيين و رموز المجتمع على سبيل المثال لا الحصر الأكاديمي د/ على جمعة، و السياسي عضو مجلس السيادة السابق الطاهر حجر و مجموعة من القيادات الإجتماعية و الرياضية، أمثال المدرب أصيل الياس “سيخة” و اللاعب عمر سندة و الإداري “ميلا” و غيرهم ..
إذاً هذا الصعود يمثل دفع معنوي و رمزي كبير لهذا الحي و يشكل فصلاً جديداً من فصول المجد و التاريخ، آمل أن يدفع بسقف الأماني و الطموحات نحو بلوغ الريادة بالجلوس مع اندية القمة في الدوري المحلي بالمناقل.
تهانينا بلا حدود لهذا النادي الطموح، و بالمزيد من العمل و الإجتهاد ستصلون إلى مبتغاكم.
تحياتي.. بابكر بشير
لاعب سابق بالنادي