
احمد عكاشه يكتب… اتعجب من كثره الاقوايل والمقالات الخرطوم لا تصلح للسكن؟
*همسة للجميع وإلى الذين عادوا وسيعودون إلى السودان بعد غياب..*
*✍️من 🖍️اخوكم/احمدعلي عكاشه*
*عودتُك إلى الوطن الجريح ليست زيارةً لبلدٍ سياحي، ولا جولةً في معرضٍ. إنك تدخل أرضًا خرجت من غرفة الإنعاش لتوِّها، فخفِّض صوتك، وهدئ قلبك، وانزع عن عينيك نظارات المقارنة.*
*السودان ليس فقير في الكرامة، بل مثخن بالجراح. ليس متعبا في الجوهر، بل منهك من قسوة الزمن وسياط الخذلان. فإن لم تكن طبيباً يشارك في إعادة التأهيل، فلا تكن ناقداً يسخر من شكل الجراح!*
*إذا لم تجد فيه ما يُعجبك، فليس لك أن تقول: “البلد تعبان.” لأن التعب ليس تهمة، بل شهادةٌ على الصمود. وليس من حقك أن تُحمِّل الضحية وزر الجريمة، ولا أن تُعاتب المريض على نحوله.*
*ساعد، أو اصمت.*
*✍️ابتسم في وجوه أهله، وزِّع ورداً على الأرصفة، عبِّئ قنينة ماء وضعها عند إشارة مرور، علِّم طفلاً كلمة طيبة، ازرع شجرةً في زقاقٍ مُهمل… لا تستهن بفعلٍ صغير، فالبلد تنهض حين يؤمن أبناؤها أن النهوض ممكن، وأن أحدًا عاد إليهم لا ليَدين، بل ليُعين.*
*أما إن لم تستطع أن تكون بلسَماً، فكن غائباً لا يؤلم. وإن لم تكن قادراً على البناء، فلا تكن معولًا للهدم.*
*✍️ السودان لا ينتظر من أبنائه الدموع، بل الأفكار. لا ينتظر الرثاء، بل الأمل. لا يريد ممن عاد أن يُذَكِّره بخرابه بل أن يُعين على ترميمه.*
*✍️ السودان لا يحتاج جمهوراً يصفق أو يستهزئ، بل فريقاً ينزل إلى الميدان، ويحمل الطوب، ويقبل التراب، ويقول: “جئت لأبني وطني”*