*خيبة الأمل الأولى: هل بدأ العد التنازلي لشعبية رئيس الوزراء؟”
تعشمنا كثيرًا، وعلّقنا آمالًا عريضة على رئيس مجلس الوزراء الجديد، الذي أطلّ علينا بخطابٍ ملؤه التفاؤل، وكأنّه قادم من زمنٍ آخر. لكن أولى قراراته جاءت عكس التيار تمامًا، لتصدم المواطنين بواقع لا يشبه الوعود، ولا يمت بصلة لروح المرحلة.
في ظل أوضاع اقتصادية خانقة، بدلًا من زيادة دخل العامل المنهك، تفاجأ الشارع بتقليص بدل الوجبة من 90,000 إلى 30,000 جنيه. تقليصٌ لم يأتِ على راتبٍ مترف، بل على فتات، يكاد لا يغطي شيئًا من احتياجات الأسرة.
الغريب في المشهد أن هذه القرارات مرّت بصمتٍ مريب. لا صوتٌ للصحافة، ولا حبرٌ يندد. كأنّ الجميع اتفق فجأة على الصمت، أو ربما فُرض عليهم أن يصمتوا.
رئيس الوزراء، الذي لم يأتِ بصندوق الاقتراع، بل بالتوافقات، كان أمامه طريق ممهّد لكسب الشارع بكلمة، بلمسة، برفع معنويات. لكنه اختار أن يبدأ بإجراء اقتصادي يزيد الفجوة، ويُعمّق الإحباط.
ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد قرار مالي، بل هو رسالة سياسية: المواطن ليس أولوية. وهذه الرسالة لن تمرّ بلا ثمن، فالشعب الذي انتظر بشغف، بدأ يعدّ خيباته منذ الخطوة الأولى.
