مقالات الرأي
أخر الأخبار

القاهرة… المجلس الأعلى الجالية يترنح وجهاز المغتربين يسعى لإنعاش ما تبقى د.ست البنات حسن

القاهرة… المجلس الأعلى الجالية يترنح وجهاز المغتربين يسعى لإنعاش ما تبقى

د.ست البنات حسن

تشهد القاهرة، التي تحتضن أعدادًا هائلة من السودانيين، وخاصةً بعد موجات النزوح الأخيرة، حالة من الجمود والتخبط فيما يخص الكيان التمثيلي الأبرز للجالية السودانية في مصر.(المجلس الأعلى للجالية السودانية) الذي كان يُفترض أن يكون سندًا وعونًا لأبناء وطنه، يبدو وكأنه في ثبات ونوم عميق منذ أكثر من ثلاث سنوات، متجاهلاً الاحتياجات الملحة والظروف العصيبة التي يمر بها السودانيون في مصر، حتى في ظل تداعيات الحرب القاسية.
يُعاني هذا المجلس من رفض شعبي واسع، فـالغالبية العظمى من أبناء الجالية تُبدي عدم رضاها عن أدائه وتطالب بتغيير أعضائه بشكل مستمر، لكن هذه النداءات تذهب أدراج الرياح دون أي استجابة تُذكر. ويبدو أن هناك إصرارًا على التشبث بمقاعد لا تُخدم من خلالها الجالية بالصورة المأمولة. ربما تخدم مصالح أشخاص بعينهم.
في محاولة لكسر هذا الجمود وإعادة الحياة للعمل الجماهيري، وسط الجالية سعى جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج لإنعاش الوضع. فقد عُقد اجتماع أولي طالب المجلس بضرورة استيعاب الجمعيات والكيانات التي تعمل خارج نطاقه، ليصل العدد إلى 70 كيانًا لتشكيل الجمعية العمومية، تمهيدًا لإجراء انتخابات جديدة لتشكيل مجلس أكثر فاعلية وتمثيلاً.
لكن ما حدث في الاجتماع الأخير الذي عُقد يوم الخميس 17 يوليو 2025 في “بيت السودان” تحت رئاسة جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج كان محبطًا للغاية. فبدلًا من أن يكون الاجتماع خطوة نحو الإصلاح، تحوّل إلى فوضى وهرج ومرج. بل تفاقم الوضع إلى أبعد من ذلك، حيث ورد إلينا أن المجلس أقدم أعضاءه على ممارسات تُشير إلى تلاعب واضح، بـإنشاء كيانات وهمية على الورق بهدف الحصول على أكبر عدد من الأصوات وضمان بقائهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ما رشح من أنباء أنه تم التأثير على لجنة استلام الأوراق واستمالتها إلى جانبهم، لمنع استلام أوراق بعض الكيانات المعروفة بنشاطها وخدمتها للجالية، بحجة أنها “لا تخدم الجالية”. والمفارقة هنا أن هذه الكيانات هي بالذات التي طالبت وتطالب دائمًا بتغيير أعضاء المجلس الحاليين بآخرين فاعلين.
إن ما يحدث في القاهرة يُثير تساؤلات جدية حول مستقبل العمل الجماهيري للجالية السودانية، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتق جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج لضمان تمثيل حقيقي وفعّال يلبي طموحات واحتياجات أبناء الجالية في مصر. فهل ينجح جهاز المغتربين في إحياء ما يمكن إحياؤه، أم أن المجلس الأعلى للجالية السودانية سيبقى يترنح، تاركًا أبناء وطنه في مواجهة ظروفهم الصعبة دون سند حقيقي؟
سنواصل ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى