
من رحم المعاناة
أبوبكر محمود
هاري داس اختصاصي اورام هندي بطيبة قلب سودانية
مرضي السرطان والاورام من اكثر المتضررين من الحرب التي اشتعلت من العاصمة الخرطوم واواورها عمت عدة ولايات
لم يسلم مستشفي الذرة بالخرطوم ومعمل أستاك من غدر المليشيا التي تجردت من الإنسانية
حيث لاذ مرضي السرطان بالفرار الي مناطق تتوفر فيها اشعة العلاج الكيميائي والاشعاع
أغلب المرضي كانت الجزيرة وجهتهم وآخرين ذهبوا الي شندي ولكن لم تدوم فترة العلاج بالجزيرة طويلا حتي غارت المليشيا مجددا علي مراكز كانت ملاذا أمنا لعلاج المرضي الذين صاروا بين مطرثة التمرد وانقطاع جرعات العلاج
وفي خضم تلك الازمة برز علي السطح نطاس هندي الجنسية متخصص في علاج الاورام والسرطان طباعه اقرب الشعب السوداني شهامة وطيبة قلب وطولة بال
هارب داس خدم خلال المخيم الطبي
الذي نظمته كاڤيري الهندية عبر الرجل
السوداني الأصيل جلال حامد داوؤد
خدم مئات مرضي السرطان الذين اتوا الي بورتسودان من كل الولايات اغلبهم من انقطع عن العلاج جراء الحرب اللعينة
دكتور هاري استغرق مخيمه اسبوعين كاملين لأن حالات السرطان الجديدة دقت ناقوس خطر جديد في سجل هذا المرض القاتل
نيرات حزن وهزة راس النطاس الهندي تكررت بضع مرات متاسفا للحالات التي تأتي للعلاج في وقت متأخر دع في الحسبان إن هناك 99مريض سرطان سوداني يتابعون أصلا مع الاختصاصي الهندي قبل المخيم
يقول داس إن السودان بحاجة الي تطوير البئية العلاجية وبنيات مشافي الاورام والسرطان
وهذا ما استدعي ادارة كافيري الي التفكير في خلق شراكة مع السودان من ڜأنها انشاء مركز لعلاج الاورام والسرطان باحدث التقنيات وليت تلك الجهات تسارع الخطي لتحقيق هذا الحلم والاستفادة من الهند لأن الأمريكان وخلال الحظر الجائر الذي تعرض له السودان منذ عقود من السنوات دفع فاتورته مرضي السرطان باعتبار إن الماكينات المستخدمة في أغلب مستشفيات الذرة اميركية الصنع وانها تحتاج لاجهزة غيار وان العقوبات حرمت السودان من تلك القطع لتتحول أغلب الماكينات الي خردة
الاختصاصي الهندي وخلال مشاركتي الاعلامية في المخيم رجل هادئ يحب السودانين وتنطبق عليه مقولتنا بالدراجية رجل كلس وحنين وضكران يراعي مشاعر ونفسيات المرضي لايقطع عشم وامل العلاج للحالات الحرجة يربت علي أكتاف المرضي ويقف بجانبهم ويرفع معنوياتهم ويبقي الأمل في ان نري مركزا شامخا ومحترما لعلاج الاورام والسرطان وان يحتوي علي مركز ابحاث لفك طلاسم انتشاره في الشمالية والخرطوم وولايات اخري خاصة سرطان الثدي والفم ومعرفة تأثيرات التمباك علي صحة السودانين وشكرا هاري داس وكتر خيرك واخونا دجلال حامد
كسرة اخيرة
فجعت برحيل ريحانة الصحافة الاقتصادية والصحفية الشاملة اخت الاخوان الزميلة الفاضلة اماني خميس
سبحان الله قبل عدة أشهر سألت عن أماني قالوا مريضة شوية
كان آخر لقاء بيننا قبل اندلاع الحرب بشهر وذلك بفندق الصنوبر بضاحية حي الصفاء بالخرطوم حينما اجرينا حوار ساخن مع مقرر مجلس نظارات البجا عبد الله اوبشار والذي تنبأ فيه بالحرب وتحدث عن مكر المتمرد حميدتي
رحم الله اماني والكتابة ستطول اماني تحملت مسوؤلية اسرتها وابناء شقيقتها فضلت التضحية لاجلهم ورفضت عروض كثيرة للزواج
ربنا يتقبل الزميلة المحترمة اماني خميس ويعوض شبابها الجنة وانا لفراقك لمحزونين أنا لله وانا إليه راجعون
حفظ الله السودان واهله ونصر قواته المسلحة والمشتركة والمستنفرين والدراعة في معركة الكرامة